والسماد وجرامة البر».
2
ويحافظ على لهجته التهكمية في الحقيقة، ولكنه إذا ما صار في ملكه «مع ما في ابن المصر
3
الصالح للكتابة من جهل تام»، حاول أن يرفع مستوى زراعته جهد الاستطاعة، وجلب عددا من الكتب بواسطة الجمعيات الزراعية في الولاية، وأمسك حسابه بنفسه مع كبير عناية، ومسألة القروض التي تؤخذ وتدفع هي أهم ما في دفاتره، وتعوزه النقود في الغالب، لا على الدوام، ويسافر فيرفه عن نفسه وينفق عن سعة، ويقامر في الحين بعد الحين، ولكن مع اعتدال في المقدار، وهو يدخل إلى الحساب جميع نفقاته الخاصة كما يدخل إليه ما يكسب وما يخسر حول مائدة الميسر، ويرافقه خولي
4
أو لا يرافقه، فيطوف أحيانا راكبا حصانا، فيعلم ويفحص ويرتب، ويسر على ظهر جواده كالب، وهكذا يتعلم كيف يعرف العوام والفلاحين والتجار وحقائق الأرض وكيف يقدر قيمة الوقت والجزئيات، وينمي ذاكرته بما يثير العجب، ويقوم لسانه بمائة استعارة زراعية، وفي هذه الحياة العملية يزيد تقديره للوقائع ويزيد ازدراؤه للآراء، فإذا ما عاد إلى منزله عشاء أخذ يطالع ويشرب كئوس الشنبانية والبورتو بكثرة.
وتمضي تسع سنين فيقضي بسمارك ثلاثة أرباعها في الأرياف على ما يحتمل، وبسمارك يقول: «ترجع معارفي العامة إلى ذلك الدور الذي لم يكن لدي ما أصنعه فيه فوجدت عند وصولي إلى ملكي مكتبة كاملة فالتهمتها.» ويقرأ كثيرا من كتب التاريخ، ولا سيما تاريخ إنكلترة، ويقرأ ما تيسر من علم الاجتماع حتى كتب لويس بلان، ويقرأ غير قليل في اللغات الأجنبية، ويقرأ كتب شكسبير - على الخصوص - وكان الكتاب المفضلون لديه هم بايرون ولينو وبولفير. وهو قد كون في العزلة، والعزلة هي التي كونته، وفي العزلة وجد أوقاتا سعيدة فلم يكن لأحد أن يزعجه فيها. ومما كتب: «لا بد من الإقامة بعاصمة أو بالريف.»
وفي سنتين يروق ذلك العمل هذا الرجل البالغ خمسا وعشرين سنة من عمره «بسبب استقلاله» بيد أن هذا الوهم لم يعتم أن تبدد ، فاسمع قوله: «لقد علمتني التجربة أن أعرف عبث الكلام حول السعادة الأركادية
5
অজানা পৃষ্ঠা