بسمارك في سنة 1855.
ويمكننا أن نتمثل الفصل من تلك الشكوى اللبقة الواضحة التي كاشف بها صديق الملك، ومما لا ريب فيه أن حنة لم تأل جهدا في إثباتها، حين العود من السفر، أن تلك الحياة هي متاع الغرور، وأنها لا تفي بمرامه، وقد نستنتج من ذلك أن أميرة بروسية أبدت غطرسة لا تطاق، وتظهر حقيقة بسمارك بمغادرته السفينة الملكية في أول موقف، ونفترض وجود أفكار لديه حول النساء العظيمات المنيرات اللاتي يتخذ نحوهن ما حسن من الأوضاع في مثل تلك الأوساط.
وبسمارك يعطي حنة كل ما تريد، وبسمارك يعنى بالجزئيات عناية الرجل العارف بالنساء، فلما أوصى زميله بباريس أن يشتري شالا كشميريا ذكر له أدق الأوصاف عن اللون، ويسأل أخته ذات مرة أن تبتاع لحنة ثوبا أبيض متموجا يبلغ نسيجه عشرين ذراعا، وأن يكون ذا مروحة مموهة بالذهب كثيرة الخشخشة لدى استعمالها وإن كان يكره مثل هذا الصوت. ويبحث في باريس عما تحلم به من العصافير الزرق، فتذهب جهوده أدراج الرياح. ويبلغ من المسايرة لها ما يحمل معه سلسلة ذات أوسمة متدلية تهديها إليه على نفوره من ذلك؛ وذلك لأن مما «يؤلمها كثيرا أن تراني راغبا عن حمل مثل هذه الأدوات».
وبسمارك يظهر ذا ود لأنسبائه، وهو يحدث بعطف عن حميه، وهو يحب زياراتهم لعدة أسابيع، وهو يتكلم عن «الدويلة التي نؤلفها لنا من سبع أرواح. ولا تخلو هذه الدنيا من الغم والهم، والأفضل للإنسان أن يكون فاترا في الشارع أكثر مما في منزله الخاص.»
الفصل الخامس
يزيد الملك جنونا، وتجد السنوات العشر التي عقبت الثورة مملوءة بالمتناقضات والتقلبات والمبالغات من قبل فردريك ولهلم، فصار من العسير على حاشيته أن تكون على شيء من الانسجام السياسي في الغالب، وفيما كانت أوغوستا تزيد آمالا، وفيما كانت تتجه مع زوجها إلى الأحرار كان الملك يتكلم عن نتونة الثورة وعن التاج الإمبراطوري الوهمي المصنوع من «مدر
1
وقذر»، فيسميه سخاب
2
الكلب، ويريد غير مرة أن يستبدل بالدستور مرسوما، ويصرح لفرنسوا جوزيف «بأنني لم أكن إلا لأمسك ركاب إمبراطور النمسة.» ويقول لقيصر روسية: «حفظ الله لك ذلك الملك الذي أورثك إياه.» فيؤدي ذلك إلى زيادة ازدراء ذينك العاهلين له.
অজানা পৃষ্ঠা