বিসাত
كتاب البساط
জনগুলি
ثم قال سبحانه :?والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما? فأوضح سبحانه وبين ارادته من ارادة سواه ، وأن ماأراد سواه ليس مما أراده والحمد لله رب العالمين.
وبعد : فلو أن الكفار كانوا بكفرهم فاعلين ارادة الله لكانوا له مطيعين وبفعلهم ماأراد محسنين ولجزائه مستوجبين فلما لم يجز أن يكون الكافر محسنا في شتمه لربه وخلافه أمره ، وقتله أنبياءه وافساده في أرضه علم أنه لم يفعل ماأراد الله ولاماشاء ، وقد بينا هذا في باب المشيئة.
والله مشكور وبما هو أهله مذكور ، وصلى الله على محمد وذريته أهل التطهير وسلم.
وروي لنا وأخرنا عن ابي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام وعن جماعة من أهلنا رحمهم الله أنهم كانوا يقولون : بالمنزلة بين المنزلتين لااجبار ولاتفويض.
فمعنى قولهم : لاإجبار فهو صدق ، خلاف ماقالت المجبرة القدرية ، ففي كل عقل سليم ، وأن معنى ذلك : الإضطرار من الله جل ذكره لعباده الى أعمالهم التي امرهم بها ونهاهم عنها.
وأما قولهم : ولاتفويض فإن كثيرا من الناس قد غلطوا واختلفوا في تأويل ذلك والله المستعان.
ومعنى قولهم : ولاتفويض لاإهمال كما أهملت البهائم ، وفوض اليها أعمالها ، لم يمتحنها الله ولم يامرها ولم ينهها لأن الله سبحانه قد أظهر حكمته بما كان من بلوه ومحنته لعباده بالأمر والنهي بعد التمكين والوعد والوعيد والجنة والنار ، والإباحة والحظر ، فهذا هو المنزلة بين المنزلتين التي أراده آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في قولهم : لاأجبار ولااهمال تكلموا بذلك موجزا مختصرا لمن عقل منزلة المحنة والإختبار بين التفويض الذي هو الإهمال وبين الإضطرار.
পৃষ্ঠা ৯৪