ضاقت به نزل الفسطاط يا بيد
كتمت وجدي عن مصر فبرح بي
فأوسعي لي أشكو البث يا بيد
أنا فداء حبيب بعض نعمته
علي نشرى بعد الموت يا بيد
أحيا المحب لترديه محبته
كيلا يموت بغير اللحظ يا بيد
فالموت لا الشوق داعيه ولا شغف
بمن أحب فنا، والله يا بيد (يسمع صوت بوق وطبل.)
ما هذا! أصوت بوق أسمع؟! أهذي علامة جماعتنا؟ أجل هي ... بلا شك، أتراهم أزمعوا غزو مصر! كلا ... لن يكون ذلك ... من ذا يأتيني بنبأهم؟ أين مبارك؟ (ينادي) مبارك! مبارك! إني لا أرى له أثرا، وأخشى أن يتنكبوا عن هذا المكان، فلا ألتقي بهم. ولكن من ذا يخبر مباركا أنني سرت إليهم؟ لأترك له في قتب البعير ورقة. أجل ... إنهم إذا حاربوا الإخشيد لم يبق مكان لخطبة نجلاء ...! بل لم تبق مصر كتلك التي تركتها بالأمس، فأودعت نفسي أثرا لا أريد أن يفنى مصدره، حتى لا أشعر بتقدم الأجل ... أين الدواة؟ أفي الرحل هي؟ أجل ... (يخرج، ويدخل ظافر، وخالد.)
অজানা পৃষ্ঠা