বেঞ্জামিন ফ্রাঙ্কলিন
بنجامين فرنكلين
জনগুলি
وقد يقول أعداؤنا: إن حظائر سيدتنا العلية الشأن تكلفها خمسة وعشرين لويزا ذهبا (أي ستمائة ليرة في العام) وإنها لا تأكل منها أكثر من خمسين، يحسب ثمن الواحدة باثنتي عشرة ليرة لحسن تدبيرها وعنايتها بنفقتها، فأين تذهب البقية يا ترى؟
ولنا أن نسأل أولا، هل عدت الفراخ وسلمت إلينا فنحن مسئولون عنها؟ وهل نحن دون غيرنا موضع الشبهة بين أولئك الأعداء المحيطين بها وأولهم أبناء آدم وحواء الذين يخالون أن الفراخ لم تخلق في هذه الدنيا إلا ليأكلوها؟ في كل يوم من أيام الآحاد يقدم على باب غاب بولون وفي منتديات أوتيل مئات من صحاف اللحم المفروم. أفلا يجوز أن يكون بعض فراخك قد تسرب في لطف إلى تلك المنتديات؟ إن كان ذلك كذلك، فلم نكن نحن يقينا من يتولى تسليمها إلى أصحاب المطاعم والحانات.
وبعد، فنحن لا نريد أن نقف موقف الاعتذار لسارقي الدجاج، ولكنك - سيدتنا - تسمحين لنا أن نلاحظ أن فراخك على اختلاف الأسباب التي تنقصها وتقلل من عددها، إنما يجري هذا النقص فيها على سنن الطبيعة، ويعود عليك بالراحة والرضا؛ لأنه يحد من تكاثر نوعها وزيادتها على مقدارها، ولو أنها تركت تنمو وتتكاثر بغير حد مقدور لم يبق في رحابك متسع لها، ولم تترك لك فترة للراحة من رعايتها.
أما الحمائم، فليسمح لنا أن نقول: إن فراخا عدة من نسل «كوكو»
6
قد غابت حقا، ولكن هذا - مع عطفك عليه إلى الحد الذي يبيح له أن يحطم خزفك الغالي ما دام يلقط الحب من يدك - لن يرضيك عن ظلمنا واتهامنا في غير بينة. فأين هو الدليل الذي يثبت علينا أننا اعتدينا على ولد واحد من ذريته؟ وهل يحدث بين نوعنا ونوعه أن نتقارب ونتلاقى ؟ ألا يزال على نأيه عنا والتجائه إلى السقوف والقمم لاتقائنا مما يجيز لنا أن نغضب لكرامتنا؟ إننا لنرجو أن نفتش حظيرة الغاب في الربيع القادم، ونحن كفيلون في حالة الكشف عن جريمة من جرائم الغيلة أن نسلم الجناة إلى أيدي العدالة. لكن الحمائم ليست مثلنا - نحن معاشر القطط المساكين - مرتهنة بالأرض التي ولدنا عليها، وقد تلوذ بالهواء وتطير إلى مكان قصي غير هذا المكان، وربما غار بعضها من إيثار فريق منها لديك على فريق، فغادرت الديار طلبا للمساواة في وكن جمهوري من أوكان الطيور، مؤثرة هذا الفرار على البقاء في الديار، على مشهد من كبرياء (كوكو) الثرثار.
أما التهمة التي رمينا بها من أجل طيور الكنار، فإنك لترين عفوا بغير عنت أنها محض سخافة وتلفيق؛ فإن فتحات القفص الكبير الذي تقيم فيه أضيق من أن تتسع لمدخلنا، وربما خطر لنا من باب اللعب واللهو أن نزج بأيدينا خلالها، فلا نقدر على إخراجها بعد ذلك بغير جهد ومشقة، وقد يحدث أحيانا أن نسري عن أنفسنا بالنظر إلى تلك الخلائق الصغيرة البريئة، ولا نذكر أننا ندين أنفسنا بإهدار قطرة واحدة من دمها.
ولسنا نحاول أن ندافع بمثل هذا الدفاع عن أنفسنا فيما يخص العصافير، والشحارير، والزرازير التي نتمكن من اقتناصها، إلا أننا نسوق في مساق المعاذير أن عدوينا الأبوين طالما اشتكيا هذه الطيور، واستنكرا منها تلك المتالف التي تصيب بها أشجار الكراز والثمرات، وكثيرا ما سمعنا الأب موروليه يصب اللعنات على الشحارير، والزرازير التي تغير على كرومك بغير رحمة، وتصنع مثل صنيعه بتلك الكروم، ونحن نرى - سيدتنا علية الشأن - أن العنب أهل لأن تأكله الشحارير كما تأكله الآباء، وأن حملتنا على النابهين المجنحين تذهب سدى إن كنت مع هذا تشجعين النابهين بغير ريش على انتهاب أضعاف ما ينتهبه المجنحون.
وإننا لنعلم أننا متهمون كذلك باقتناص البلابل التي تغرد تغريدها الجميل كما يقولون، ولا تنتهب شيئا من البستان. ويجوز أننا من حين إلى حين نطرف حلوقنا بلقمة سائغة من هذا النصيب، ولكننا نؤكد لك أننا نفعل ذلك عن جهل منا بعطفك على هذه الفصيلة، وأنها لمشابهتها بعض العصافير، والزرازير الأخرى يلتبس علينا الأمر بينها، ولا ندعي لأنفسنا من الخبرة بفن الموسيقى ما نفرق به بين الزقاء والغناء، فنأكلها ونحن نحسبها من تلك الزمرة المستباحة لنا. وقد سمعنا من قطة عند الموسيقار بيشيني
أن الخلائق التي لا تحسن من الأصوات غير المواء، لن تكون حكما خبيرا بأصوات الغناء، وعلى هذا نعول في تسويغ ذلك «الاعتداء».
অজানা পৃষ্ঠা