বেঞ্জামিন ফ্রাঙ্কলিন
بنجامين فرنكلين
জনগুলি
فلما ثبتت فائدة العمود لمنع الصواعق نشب الخلاف على الرأس المسنن والرأس المستدير أيهما أسلم في الوقاية وأصلح في تحقيق النظرية العلمية، فأوعز الملك إلى سير جون برنجل
رئيس مجمع العلوم أن يفضل العمود المستدير على العمود المسنن، ونقل المسألة من ميدان العلم إلى ميدان السياسة وواجبات الولاء والطاعة، فأجابه العالم النبيل بالجواب الذي يستحقه وألقى إليه في جوابه أن قوانين الطبيعة لا تخضع للمراسيم الملكية، واعتزل العمل في منصبه الرفيع إيثارا للأمانة العلمية على الحظوة والجاه، وشاعت يومئذ في إنجلترا أبيات من الشعر خلاصتها أن صواعق الغضب التي تملكها أيها الملك جميعا لا تنفعك إذا أردت أن تجاوز الحد
The point
وهي كلمة في الإنجليزية ترادف معنى السن والنقطة وتقابل في هذا المقام معنى الدائرة والكتلة، يريد الناظم بذلك حد العمود المسنن الذي فضله فرنكلين ووافقه على تفضيله كبير العلماء، ومعه سائر العلماء.
ومباحثه العلمية التي لم تشتهر هذه الشهرة منوعة في جوانب منوعة من الحياة العامة والخاصة، أحاطت بالعلاج الكهربي وعلاقة الصحة بالعرق والتبريد بالتبخير، وفنون شتى من الاستشفاء بالوسائل الطبيعية، وشملت البحث في غازات المستنقعات وحفائر الأرض وسرعة السفن في الماء الضحل والماء الغزير، ولغات القبائل البادية في أمريكا الشمالية، وإشارات التخاطب بين النمل والحشرات، ومستقبل الطيران ومستقبل علم الضوء على اعتبار الضوء حركة من حركات التموج في الفضاء، ولم يدع البحث في التشريح ووظائف الأعضاء وأساليب التطبيب، ولا في الموسيقى وفن الإيقاع ولا في الألوان والأشكال، وجرى في هذه المباحث كلها على وتيرته المعهودة من تسخير المعرفة للمنفعة وتطبيق النظريات على الوقائع المتداولة، وهي عادة ذهنية لا تعيب التفكير العلمي الصحيح إلا إذا كانت المنفعة المقصودة منفعة شخصية ينسى المرء في سبيلها منافع أبناء نوعه وحقائق العلم أو قوانين الطبيعة، وتلك هي الخلة التي برئ منها هذا العقل العلمي المطبوع، فكانت فائدة بني الإنسان أجمعين مقدمة لديه على كل فائدة، ولم يكن نصيبه من هذه الفائدة الكبرى غير الفتات على المائدة.
وقد ظهر موقفه من المباحث النافعة في اختراعه للموقد الذي سمي باسمه ويعرف الآن باسم موقد فرنكلين، على ما دخل عليه بعد ذلك من التعديل والتحسين.
فهذا الموقد من الآلات التي يمكن أن تصنع بالمئات والألوف، ويحتكرها المخترع فلا تباع إلا من مصنعه أو بإذن منه، وكان تعويل الأمريكيين قبل اختراع هذا الموقد على كوانين المداخن التي تستنفد الكثير من الوقود، وتضيع الكثير من الحرارة المستفادة منه. وتصيب المستدفئين بكثير من الأضرار؛ لأنها تدفئ الجانب المواجه لها من الجسم والجانب القريب إليها من الحجرة، وتدع الجسم كما تدع المكان مختل التوازن في درجات الحرارة مع غلاء الوقود الضائع، وشدة الحاجة إلى الدفء والوقاية من البرد في الشتاء، وشدة الحاجة إلى المواقد على العموم لمطالب الغذاء وغيره من اللوازم البيتية.
فاخترع فرنكلين موقدا يوضع وسط الحجرة، وينقل إلى حيث يشاء الساكن، ويحفظ الحرارة كلها للتدفئة، ويرسل الدخان إلى المدخنة من أنبوبة تركب عليه وترفع منه على حسب الحاجة، وأراد حاكم المدينة أن يكافئه على هذا الاختراع، فكتب له تسجيلا باحتكاره، وقرر أن يحرم صنعه وبيعه بغير إذن من مخترعه، فشكره فرنكلين واعتذر من قبول هذا التسجيل، وقال في اعتذاره: إنه ينتفع هو وأبناء عصره بمخترعات الأقدمين، ولا يؤدون إليهم ثمنا لمنافعها الجزيلة، فمن الإنصاف أن ننفع إخواننا وأبناءنا بما نهتدي إليه من المصنوعات والمخترعات بغير جزاء.
ولم يجهل فرنكلين وهو يعتذر هذا الاعتذار أن الشهرة الأدبية غير مضمونة للمخترعين والباحثين، وليست عوضا خالصا من الحسد والادعاء، فقد كان أعلم بالطبيعة الإنسانية من أن ينخدع هذه الخديعة، وكان يكتب إلى صديقه جون ليننج
Lining
অজানা পৃষ্ঠা