বিলা কুয়ুদ
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
জনগুলি
اندثر مع انقراضات العصور الأوردوفيسي والديفوني والترياسي نسبة تتراوح بين 75 إلى 85 في المائة من كل الأنواع الحية، وخلال الانقراض الذي وقع في العصر البرمي هلك ما يقرب من 95 في المائة من كل أنواع النباتات والحيوانات. ويعتقد العلماء أن حالات الانقراض الأربعة هذه وقعت خلال فترات تغيير حاد وسريع في المناخ العالمي. قد يكون السبب الذي أدى إلى فترات تغير المناخ هذه اختلالات في مدار الأرض حول الشمس، أو فترات من النشاط البركاني الحاد والمستمر، أو تفاوتات في النشاط الشمسي، أو اصطدامات مع كويكبات ضخمة، أو أي مجموعة من هذه الحوادث.
وقع الانقراض الجماعي الخامس والأحدث في التاريخ الجيولوجي منذ خمسة وستين مليون عام، في نهاية العصر الطباشيري، عصر الديناصورات والنباتات المزهرة والأشكال الحديثة من الحشرات وأولى الثدييات. ويعتقد عموما أن هذا الانقراض نتج من آثار اصطدام كويكب يزيد عرضه عن ستة أميال بكوكب الأرض قبالة ساحل جنوب المكسيك بسرعة قدرت ب 67 ألف ميل في الساعة.
يعتقد العلماء أن الحطام الذي ألقي في الغلاف الجوي نتيجة لهذا التصادم الهائل - وربما أيضا الناتج عن الثورات البركانية التي من المحتمل أن يكون قد أدى إلى اندلاعها الاهتزاز الطبيعي الناتج عن الاصطدام - خلق سحابة غبار كبرى هائلة انتشرت في جميع أنحاء العالم. من المحتمل أن تكون سحابة الغبار هذه حجبت ضوء الشمس من الوصول إلى سطح الأرض لعدة سنوات؛ مما أدى إلى برودة كبرى في المناخ العالمي. ولم ينتج عن الانقراض الجماعي الخامس اختفاء الديناصورات فحسب، وإنما 75 في المائة أيضا من كل الأنواع الحية على الأرض.
إننا الآن في المراحل الأولى مما قد يصير في نهاية المطاف الانقراض الجماعي السادس لأشكال الحياة في التاريخ الجيولوجي، لكن على النقيض من الانقراضات الخمسة السابقة، لن ينتج هذا عن قوى كونية أو جيولوجية، وإنما عن أنشطة بشرية، منها تلوث البيئة وإزالة الغابات على نطاق واسع، واستنزاف مجموعات النباتات والحيوانات بشدة، وانهيار الأنظمة البيئية البرية والبحرية.
رغم أنه من الطبيعي أن تنقرض أنواع من النباتات والحيوانات بمعدل معين بصفة شبه مستمرة، فقد قدر هذا المعدل الطبيعي أو ما يطلق عليه «معدل الانقراض في الخلفية» بما يتراوح بين عشر ومائة حالة انقراض سنويا. على النقيض من ذلك، قدر المعدل الحالي بنحو ثلاثين ألف حالة انقراض سنويا (هذه تقديرات المدى المتوسط التي تقدم بها عالما الأحياء إدوارد أوه ويلسون ونايلز إلدريدج، أما كل من التقديرات القصوى والدنيا فقد نشرها علماء آخرون). ولا يوجد في الوقت الحالي اتفاق عام بشأن معدل الانقراض أو حتى العدد الفعلي للأنواع الحية في الغلاف الحيوي، لكن ربما تصل نسبة الأنواع الحية التي انقرضت منذ بدء الثورة الصناعة منذ مائتي عام إلى 10 في المائة.
15
إذا استمر تناقص أعداد الأنواع الحية وانقراضها بمعدله الحالي، فمن المحتمل أن تشهد بيئات الأرض الطبيعية سلسلة متعاقبة من الانهيارات في النظام البيئي على غرار تلك التي وقعت داخل الغلاف الحيوي الثاني. قد تؤدي تلك الانهيارات في النظام البيئي إلى تزايد أعداد بعض الحشرات والنباتات والفطريات والطحالب والبكتيريا، وأوبئة لأمراض جديدة لم تكن معروفة من قبل، وعجز هائل في المحاصيل، ومجاعة عامة بين المجموعات السكانية من البشر.
وقد ظهرت بالفعل في السنوات الأخيرة بعض علامات الإنذار المبكر من مثل تلك الانهيارات في النظام البيئي، وتشمل تفشي انهيار مستعمرات النحل، والفطر المستعصي الذي يسبب «متلازمة الأنف الأبيض» في الخفافيش التي قضت على 95 في المائة من تعداد بعض مستعمرات الخفافيش، وفطر آخر غير قابل للعلاج ارتبط بانخفاض أعداد الضفادع في جميع أنحاء العالم منذ تسعينيات القرن العشرين.
16
يقدر الجيولوجيون الزمن الذي استغرقه تطور أنواع جديدة لتحل محل تلك التي فقدت في كل من الانقراضات الجماعية السابقة بمدة تتراوح بين خمسة ملايين وخمسة وعشرين مليون عام. وهذا يعني أن النظم البيئية للغلاف الحيوي ستستغرق خمسة ملايين سنة على الأقل لتتعافى تماما وتستعيد مستوياتها السابقة من التنوع البيولوجي. قبل خمسة ملايين سنة كان أسلافنا قردة رباعية تعيش في الأشجار. وبعد خمسة ملايين سنة من الآن من المحتمل أن نكون نحن البشر قد تطورنا منذ فترة طويلة إلى - أو حل محلنا - شكل آخر من الأحياء الذكية، ربما أكثر حكمة منا؛ إذ لا يسعنا إلا تخمين الأثر النهائي الذي سيتركه هذا الانقراض الذي صنعه الإنسان على الأنظمة البيئية الهشة المتعددة على الأرض وعلى الغلاف الحيوي ككل، ولكن فيما يتعلق بحياة الإنسان العاقل وتاريخه فسوف يكون الأثر دائما ولا رجعة فيه.
অজানা পৃষ্ঠা