বিদায়াত মাসরাহ তাসজিলি ফি মিসর
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
জনগুলি
27
عندما أهانت المصريين بقولها: إن المصري لا يساوي ثمن الحبل الذي يشنق به.
وفي أثناء ذلك يهتف الطلاب بسقوط المؤيد وصاحبه، ويقومون برشق عمال المؤيد بالحجارة التي تساقطت عليهم، فيحدث هرج ومرج بين الطلاب والقوة العسكرية المصاحبة لهم، وتأتي قوة عسكرية أخرى فتهاجم جموع الطلبة، فتقوم معركة شديدة بين البوليس والطلبة، انتهت بالقبض على ثلاثة من الطلاب وثلاثة من عمال المؤيد، ولكن العمال تم الإفراج عنهم سريعا. أما الطلاب فزج بهم في السجون. وينتقل المشهد بعد ذلك إلى خارج جامع الأزهر لنرى قوة من البوليس تحوطه وتحرس أبوابه، وتمنع الطالب من دخوله طالما لا يحمل بيده تذكرة الدخول، ونعلم من مناقشات الطلاب أن مجلس الوزراء برئاسة الخديوي اجتمع أمس، وقرر السماح فقط لطلاب السنتين الأولى والثانية بدخول الأزهر، ومنع طلاب السنتين الثالثة والرابعة من دخوله؛ لأنهم أساس الاعتصاب، مع شطب أسمائهم وصفتهم الأزهرية؛ لتطبق عليهم لائحة القرعة العسكرية ويتم تجنيدهم، كما قرر المجلس انتداب خليل باشا حمادة - مدير الأوقاف
28 - ليكون مشرفا على الأزهر.
وفي الفصل الرابع والأخير، تنتقل الأحداث إلى داخل الأزهر؛ لنرى المدرسين وسط طلابهم مع وجود المفتشين والملاحظين وحجاب ديوان الأوقاف ممسكين بقضبان الخيزران وآلة التعذيب (الفلقة)؛ متحرشين بالطلبة في وجود دولار بك والشيخ عاشور، وهما من أعوان خليل حمادة باشا، الذي يتحدث معهما عن وجوب اتباع الشدة مع الطلاب المتمردين، فتتوجه مجموعة من الطلبة إلى الباشا مطالبين السماح لزملائهم الممنوعين بدخول الأزهر لاستكمال تعليمهم، فيحتدم النقاش بينه وبينهم، وينتهي بحبسهم في الرواق العباسي. ويقوم أعوان الباشا بوضع كل طالب متمرد في هذا الرواق الذي أصبح سجنا داخل الأزهر، فتحدث ثورة بين الطلاب خارج الرواق، فيقوم الباشا وأعوانه بضرب مجموعة من الطلاب بالفلقة في صحن الجامع وأمام أعين زملائهم، فيشتد الأمر هياجا بين الجميع، فيستصدر الباشا أمرا بإدخال القوة العسكرية إلى الجامع، ويأمر جنودها بالقبض على كل طالب مهيج، وأن يضربوا كل عاص. وبذلك تنتهي المسرحية. (ب) اختبار معايير المسرح التسجيلي من خلال المسرحية
أولا: ملمح التقرير
من سمات المسرح التسجيلي في اختيار مادته أنه مسرح تقريري، يختار مادته من المقالات الصحفية والخطب والسجلات والمحاضر والتقارير والمقابلات والتصريحات ... إلخ كل مادة وثائقية، بحيث يكون الاختيار مركزا على قضية اجتماعية أو سياسية من أحداث الماضي ووقائع التاريخ، بحيث تشتمل القضية على مضمون إنساني عام يعكس وجهة نظر الجماهير العريضة.
29
وهذه الأمور متوفرة في مسرحية «الأزهر وقضية حمادة باشا»؛ حيث إنه نص يقر بحادثة تاريخية معاصرة حقيقية وقعت قبيل تأليف النص بأيام قليلة، بل وتمت كتابة النص أثناء وقائع الحادثة، كما سنرى فيما بعد. ومادة النص المسرحي مختارة من أقوال الصحف المصرية التي غطت الحادثة بتفاصيلها عام 1909، وبالأخص صحف الجريدة واللواء والمؤيد، بالإضافة إلى بعض المنشورات الرسمية والخطب الحماسية، كما سيعرض في البحث عند الحديث عن الفروق الفنية لأحداث الأزهر بين الواقع والإبداع.
كما أن قضية اعتصاب طلاب الأزهر من القضايا الاجتماعية والسياسية التي هزت الرأي العام عام 1909، وهي قضية اشتملت على مضمون إنساني عام؛ عكست وجهة نظر الجماهير العريضة. وكفي للتدليل على ذلك الكم الهائل من التلغرافات والرسائل المنشورة في الصحف التي يناشد فيها أصحابها الخديوي عباس حلمي الثاني، ومجلس الأمة، ورئيس الوزراء بطرس غالي، بالنظر بعين الرحمة والإنصاف في الاستجابة لمطالب طلاب الأزهر. وهذه التلغرافات والرسائل كانت مرسلة من قبل الأعيان والمحامين، وضباط الجيش، وعلماء الأزهر، وأعضاء محفل الصدق العثماني، وتجار وأعيان فاقوس، وزفتى، والمنصورة، وشبرا اليمن، وقليوب، وبني سويف، والمنيا، وقنا، وأسيوط، والفيوم.
অজানা পৃষ্ঠা