বিদায়াত আসর বাতালিমা
بداءة عصر البطالمة: محاضرة ألقيت في المؤتمر الثامن للمجمع المصري للثقافة العلمية
জনগুলি
في اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر من نوفمبر سنة 247 قبل الميلاد، أشرك بطلميوس الصغير (بطلميوس الثالث) مع أبيه في الملك، والغالب أنه اضطلع بمهام الملك مذ ذاك.
وفي سنة 245 (في 25 من شهر ديوس المقدوني، الواقع في 27 من يناير) مات بطلميوس الثاني، وله من العمر ثلاث وستون سنة. قضى نحبه وله من الغنى حظ سليمان، فبذ في غناه وفي ميوله العقلية وترفعه عن أن يكون مطية للنساء كل ملوك عصره. ولقد ينبئنا متأخرون من كتاب الأغارقة عن أسماء حظياته، ومن بينهن مصرية وطنية ذكرت باسم إغريقي، هي «ديدوما»؛ أي «التوأمة»، وأخرى اسمها «مورطيون» كانت ممثلة هزلية في مسرح، وكان بيتها بعد أن نالت الحظوة الملكية، من أفخم بيوت الإسكندرية. ومنهن «أمنيسس» و«فوثينا» وكانتا من العازفات على الناي، وعرفتا بما كان في قصريهما من أبهة وضخامة. و«إقلينون» وكانت تماثيلها كبيرة وصغيرة تطلب من الإسكندرية، وتمثل عارية ليس عليها غير إزار إغريقي، وتحمل قرن الكثرة
Cornucopia
كالإلهة أرسنوية. وفي دلوس نقش جاء فيه أن خنزيرين فضيين، أهدتهما «إقلينون» إلى الإله. وذكرت حظية أخرى اسمها «إسطراطونيقية» خلد ذكرها بمحراب فخم جميل أقيم في قرية «ألوسيز» المصرية بمقربة من الإسكندرية، حيث دفنت بعد موتها. أما أشهرهن جميعا فكانت «بلسطيخا» وهي في الأكثر إغريقية، ولو أن اسمها ليس فيه جرس الأسماء الإغريقية، ويقول «فلوطرخوس»: إنها كانت من البرابرة وأنها «بغي من بنات السوق»، ويذكر «فاوزنياس» أنها قدمت من شواطئ مقدونيا، أما «أثينايوس»، فيقول: إنها «أرغوية» من أسرة من النبلاء، «أمريوس» جدها الأول. وسواء أكان القول بوضاعتها مختلقا، أو كان القول برفعتها ملقا، فإن البحث في ترجيح أحدهما إسراف لا محل له.
وفي سنة 268 قادت «بلسطيخا» في «أولمبيا» عربة سباق في شوط العربات ذوات الجوادين، وفازت بالجائزة، ولا يبعد أن تكون هي بذاتها بلسطيخا ابنة «فيلون» التي حملت سلة أرسنوية
Kanephoros
سنة 260-259، وقد كرمها بطلميوس بأن أعلن ألوهيتها؛ فأقيمت لها المحاريب، وقربت لها القرابين باسم «أفروديت بلسطيخا». •••
ربما كان بطلميوس الثاني أقل شبها بسليمان الحقيقي منه بسليمان المثالي الذي ذكر في سفر الجامعة، وهو كتاب ألفه يهودي متبرم بالدنيا في عصر لا يبعد كثيرا عن عصر بطلميوس، فقد قيل: إن بطلميوس كان ملكا «جمع الذهب والفضة وكنوز الأرض وكنوز الملوك»، تلك التي وهبته «المغنين والمغنيات والمباهج التي يسر بها أبناء البشر كالآلات الموسيقية، وكل الأشياء على اختلاف ضروبها ... والتي أدخلت الفرح على قلبه وأمتعته باللذائذ ... والتي صنعت له أعمالا عظيمة، وابتنت له القصور ... والتي أوزعت قلبه أن يبحث، وأن ينقب بالحكمة عن الأشياء التي تظلها السماء.»
كذلك روي أن بطلميوس شعر في النهاية بأن كل هذه الأشياء «باطل الأباطيل»، ولقد خبرنا أنه كان يتطلع ذات يوم من نافذة القصر، إثر أزمة نقرسية شديدة أخذته، فرأى جمهرة من الدهماء وخشاش الناس على حافة قناة يأكلون كسر الخبز التي جمعوها، ويفترشون الرمال الدافئة مضطجعين، فتأوه متبرما وفي نفسه مرارة، ونعى الدنيا إذ شق عليه أنه لم يكن أحدهم.
وقد تكون هذه القصة مكذوبة، كالكلمات التي ينسبها كاتب سفر الجامعة إلى سليمان، ولكن في كلتا القصتين يختار كاتب متخيل ملكا بين يديه ملك الأرض جميعا، ولا ينقصه من مطالب العقل أو القلب شيء؛ ليقرأ على الناس من صفحة حياته، مثلا من غرور الدنيا.
অজানা পৃষ্ঠা