বিদায়াত আসর বাতালিমা
بداءة عصر البطالمة: محاضرة ألقيت في المؤتمر الثامن للمجمع المصري للثقافة العلمية
জনগুলি
Dioiketes
حظية شابة، وأربعة مماليك صغار، سود العيون. •••
تمخضت الأيام في قورنيا عن حوادث جديدة في السنين الأخيرة من حكم بطلميوس الثاني. ولا ريبة في أن هذه الحوادث كانت ذات علاقة بمجرى الأحوال في بقاع أخر: في مقدونيا وإغريقية، وفي بحر أيغا، والأملاك السلوقية. ولكن الحكم على طبيعة هذه العلاقات أمر لا مفر فيه من التخمين المشوب بكثير من الشك، ذلك بأن تاريخ الحوادث التي نقيم عليها وجوه الرأي، فرضي صرف.
كان «ماغاس» قد كبر واكتنز لحما صيره مضرب المثل، فلما مات بعد أن سلخ خمسين عاما يحكم قورينا، قضى منها عهدا عاملا وعهدا ملكا، ترك وراءه أرملة هي الأميرة السلوقية «أفاما» وابنة سميت «برنيقية» على اسم جدتها من ناحية، وعلى اسم ابنة عمها من ناحية أخرى. وكان ذلك سنة 259-258ق.م واستطاع قبيل موته أن يتفاهم مع أخيه من أمه - ملك مصر - على أن يتزوج ابنته ووريثته «برنيقية» من ابن بطلميوس ولي عهد المملكة المصرية، وبذلك تسنح الفرصة التي تعود بها العلاقة فتتوثق بين مصر وقورينا. ولكن حدث بعد موته أن أرسلت زوجته «أفاما» إلى مقدونيا، وكانت بطبعها أميل إلى الاتفاق القائم بين سورية ومقدونيا منها إلى مصر، باحثة عن زوج لبرنيقية في تلك الأصقاع، فوقعت على «دمطريوس الجميل» وكان أخا «لأنطيغونس غوناطس» من أبيه، وابن إفطولمايس أخت بطلميوس من أبيه. وكان مفرط الجمال، حتى إن «أفاما» لم تقو بمجرد أن هبط قورينا على أن تتردد في أن تزوج ابنتها منه. وأصبح زوج برنيقية في الرسميات، وخليل «أفاما» في الواقع.
وكانت «أفاما» من حيث الجرأة والإقدام على تحقيق شهواتها ومطامعها غير أوليائكن الأميرات المقدونيات المرهبات، اللواتي نصادفهن الواحدة بعد الأخرى في سياق تاريخ البطالمة. ولكن «برنيقية» - وهي صبية لم تتخط دور المراهقة بعد - كانت أميرة مقدونية، فأنفت أن تركب هذا المركب، وائتمرت ورجال الحرس الملكي، وقتل «دمطريوس» في مخدع أمها، وأشرفت بنفسها على تنفيذ المؤامرة، وراقبت حوادثها؛ لتنقذ حياة أمها، بعد أن تثق من مقتل «دمطريوس». ولقد قال الشاعر «قليماخوس» الذي عرف برنيقية فيما بعد، عندما صارت ملكة مصر: إنها على الرغم من طفولتها قد عبرت بعملها أبين تعبير عن روح السلالة التي انحدرت منها.
ولم يبق أمام «برنيقية» من حائل يمنعها من أن تتزوج من ابن عمها الأكبر؛ بطلميوس الصغير، تنفيذا لاتفاق أبيها مع عمها بطلميوس الثاني، فتحقق بذلك أمنيتها وتصبح ملكة مصر. ومع هذا، فإن زواج برنيقية من بطلميوس «أورغيطس» لم يتحقق إلا عشية زحفه على رأس جيشه؛ ليشهد الحرب في سورية سنة 245.
أما «مهفي» فيفرض أنه ظل حاكما على قورينا من سنة 259-258، حتى مصرع أبيه، وإنه ليصعب أن نعلل - مع قبول هذا الفرض - السبب في أن يتأخر زواجه من برنيقية ثلاثة عشر عاما. ولئن كان هذا الفرض ضروريا لنخلق من «أورغيطس» ذلك الملك الخفي، الذي أشرك في الملك من سنة 266 إلى سنة 258، فإن هذه الحقيقة تحول دون ذلك.
أما إذا كان الملك الذي أشرك في الملك، ثم اختفى من صفحة التاريخ سنة 258 أخا أكبر لبطلميوس «أورغيطس»،
38
ومات في تلك السنة، كما فرضنا من قبل، فإنما تكون برنيقية قد خطبت له أولا، لا لأخيه أورغيطس. وأن موت ذلك الأمير الصغير يفسر بأن الزواج لم يقع عندما اعتلت برنيقية عرش قورينا. ومهما يكن من أمر، فإن اعتلاء الملكة الشابة عرش قورينا إذ ذاك، كان من شأنه أن يجعل برقة إلى جانب مصر لا إلى جانب سورية. والنقود التي نقشت عليها صورة برنيقية غير مقنعة؛ أي عندما كانت عذراء، إنما ترجع إلى ذلك العصر؛ لأنها تحمل طابعين: أحدهما من الملك بطلميوس، والآخر من الملكة برنيقية. وفي هذا دليل على أن برنيقية كانت قد قبلت إذ ذاك سيادة ملك مصر. وبعد ذلك ببضع سنوات على الترجيح، يظهر على النقود نقوش تمثل مدن برقة جمهورية متحدة. ويغلب أن هذا النظام قد نفذ بإرشاد رجلين من رجال المذهب الأفلاطوني: «أقداموس» - أو أقدالوس - و«ديموفانس»، هبطا قورينا سنة 251 أو سنة 252؛ ليرسما لأهلها سبل الحرية.
অজানা পৃষ্ঠা