বিদায়াত আসর বাতালিমা
بداءة عصر البطالمة: محاضرة ألقيت في المؤتمر الثامن للمجمع المصري للثقافة العلمية
জনগুলি
أنه كان ابن «أرسنوية فيلادلفوس» من زوجها الأول لوسيماخوس، وأنه هرب عندما قتل بطلميوس إقراونوس ابنا آخر لها، وأنه هبط مصر معها، فتبناه «بطلميوس الثاني»؛ جعله وريثا للعرش، وأن اختفاء أخباره فجأة في سنة 259-258 يرجع إلى موته. وهذا ما يرجحه «بيلوخ» على الفرضين الآخرين، غير أنه كسابقه لا يتفق وعبارات الشرح الذي ذكرنا. وبالرغم من أن مراجعنا قليلة وجزئية، فإنه مما يبعد تصديقه أن حادثا فذا كتنصيب ابن «لوسيماخوس» وريثا لعرش مصر، لا يذكره مؤلف واحد من قدامى المؤرخين. (3)
أنه كان بعينه الملك «بطلميوس الثالث» وأن اختفاء ذكره من الصكوك في سنة 259-258 إنما يرجع إلى سبب غير معروف. ويظن «مهفي» أنه ترك مصر في تلك السنة إلى «قورينا»؛ ليكون حاكما لها، وهذا الرأي لا يرجحه «مهفي» وحده، بل يؤيده فيه «بوشيه لكلار» و«جرنفيل»، ولكنه يلقى اعتراضا في أن سني «بطلميوس الثالث» تعود فتبدأ رسميا بشهر نوفمبر سنة 247، عندما أشرك مع أبيه في الحكم، وعلى هذه النظرية ينبغي أن تبدأ سنوه بالسنة التي أشرك فيها مع أبيه في الملك أول مرة، اتباعا للسابقة التي جرت عليها التقاليد، في إشراك «بطلميوس الثاني» مع أبيه «بطلميوس الأول».
ربما استطعنا أن نضع فرضا رابعا أقل من الفروض الثلاثة الأخر تقبلا للاعتراض، وأكثر منها بساطة، ومحصله أن الملك الذي أشرك في الملك من سنة 266 إلى 258ق.م كان أخا أكبر لبطلميوس الثالث «أورغيطس»، وأنه ابن بطلميوس الثاني من أرسنوية الأولى، وأنه توفي سنة 258؛ وبذلك لم يترك أي أثر في التاريخ. وكل نظرية تقول بأن الملك الذي أشركه بطلميوس الثاني معه في الملك هو ابن أرسنوية الثانية، سواء أمن لوسيماخوس أم من بطلميوس، إنما يؤدي إلى نتائج متضادة، لم يفطن لها «بيلوخ» وغيره من الكتاب.
من أجل أن نقول بهذه النظرية، ينبغي لنا أن نفرض أن أرسنوية، بالرغم من أنها ظلت تعمل حتى موتها على أن تقصي ابن بطلميوس الثاني من أرسنوية الأولى عن العرش؛ توطئة لمستقبل ولدها. وأن «أورغيطس» برغم أنه ظل أحد عشر عاما بعد موت أرسنوية مبعدا عن العرش، بتأثير شبكة من السعايات حاكتها من حوله زوجة أبيه، فإنه تجاوز عن هذا كله فنعت نفسه بعد أن اعتلى العرش بأنه ابن زوجة أبيه، وليس ابن أمه الحقيقية. أما أن «أورغيطس» مضى ينعت نفسه بأنه ابن «بطلميوس الثاني» من «أرسنوية الثانية» (الأخ والأخت الإلهين)، فذلك هو الأمر الأوحد، الذي ينزل من نفوسنا منزلة اليقين، في معترك تلك الشكوك المتهاوشة.
33
وبفرض أن «أرسنوية الثانية» قد تبنت قبل موتها أولاد «أرسنوية الأولى»، وأضافتهم إلى ولدها من لوسيماخوس، فإنه يصعب أن يشعر «أورغيطس» بشيء من العطف والشكران نحو حاضنته. أما أن تحتضن «أرسنوية الثانية» أولاد «أرسنوية الأولى»، وتنزلهم من نفسها منزلة البنوة، محتفظة بمكانتهم الملكية في البلاط، وهي في الوقت ذاته تعمل جاهدة على أن تقصيهم عن العرش، وهم له ورثة شرعيون؛ خدمة لمصالح ولد لها إن كان من لوسيماخوس، فليس له أن يرث بطلميوس، فإن هذا كله ليس من صبغة «أرسنوية فيلادلفوس» في شيء. وإذن يكون الفرض الذي يفسر عمل «أورغيطس»، ويعلل نزعته في أن ينعت نفسه بأنه ابن «الفيلادلفين»، أن «أرسنوية الثانية» تبنته حقيقة على ما يقول الشراح من أنها تبنت جميع أولاد أرسنوية الأولى، وأنها لم تحاول مرة أن تحرمه من وراثة الملك. كذلك لا تعترضنا عقبات تاريخية تحول دون القول بأن «أرسنوية الأولى» كان لها ابن أكبر من «أورغيطس» تبنته أرسنوية الثانية، كما تبنت بقية أولاد تلك، وأنه أشرك مع أبيه في الملك من سنة 266 إلى سنة 258، ثم مات حينذاك في سن باكر، وترك أخاه «بطلميوس أورغيطس» وارثا للعرش من بعده، فأشرك هذا مع أبيه في سنة 247.
34 •••
عرفت الحرب التالية التي اشتبكت فيها مصر بالحرب «الإخرمونيدية»، نسبة إلى «إخرمونيدس» الأثيني، الذي قاد الثورة في إغريقية متحديا مقدونيا، وكان بيت «أنطيغونس» في هذه الحرب ممثلا في ملك مقدونيا «أنطيغونس غوناطس بن دمطريوس المحاصر» خصيم بيت «بطلميوس»، وكان الحلف المنابذ لمقدونيا يتألف من عدد من أعظم المدن الإغريقية، وعلى رأسهم أثينا وإسبرطا. وقد لاحت لهم فرصة يستردون فيها حريتهم التي فقدوها منذ قرن من الزمان. وانضم بطلميوس إلى هذا الحلف، منفذا بذلك سياسة أخته على ما ينص نقش أطيقي؛ وفي ذلك دليل على أن عقل أرسنوية كان يحتكم في الإسكندرية حتى بعد موتها. وطارت أول شرارة للحرب من أثينا بأن نفضت عنها سلطة مقدونيا (في أواخر سنة 266ق.م)، وكان الأغارقة يعلقون آمالا كبارا على تأييد مصر لهم، وأسطولها سيد بحر «أيغا».
ولم تكن مصر في كل تاريخها أقرب إلى النعت الذي نعتها به نبي عبراني بأنها «قصبة مهشمة» منها إذ ذاك، فقد أحدق «أنطيغونس» بأثينا، وحصر الإسبرطيين عند البرزخ. وفي خلال ذلك كان الأسطول المصري تحت إمرة «فطروقلوس» يجوب البحر، على بعد من الجزيرة الصغيرة التي عرفت من بعد باسم جزيرة «فطروقلوس»، وعلى مقربة من الشاطئ الأطيقي من غير أن يفعل شيئا ذا قيمة؛ فإن «فطروقلوس» وهو من سلالة مقدونية اعتذر عن موقفه بأن كل جنوده البحريين كانوا من وطنيي مصر!
35
অজানা পৃষ্ঠা