فريدريش ستراشه . مبنى قديم من طابقين يعود إلى بداية القرن، شأنه شأن المرقص ذاته. موائد عليها أجهزة تليفون متصلة ببعضها بعضا. ترفع السماعة وتطلب رقم إحدى الجالسات إلى أي مائدة وتعرف هي على الفور الرقم الذي يطلبها، فتتطلع إلى صاحبه وإذا أعجبها أعلنت موافقتها، فيتقدم إليها وينتقلان إلى حلبة الرقص.
قضى وقتا طويلا في استعراض الموجودات. وعندما استقر على واحدة شقراء بالطبع ذات رداء قصير للغاية تظهر منه ساقان بديعتان خاطبها. ويبدو أنه لم يعجبها أو كانت مرتبطة بالرقصة التالية فقد اعتذرت. اختار واحدة ثانية كانت أطول منه قليلا وقام يرقص معها، ولأنه لا يجيد الرقص داس على قدمها فطلبت منه غاضبة أن ينتبه، فأكمل الرقصة بغير حماس وعاد إلى مقعده كسيف البال.
كانت هذه هي اللحظة التي قرر فيها أن يتعلم الرقص على الأصول. عاونه
فخري
في اختيار مدرسة للرقص من إعلانات الصحف. وكانت قريبة من منزله. ذهب في موعد الدرس. قاعة واسعة في منزل قديم، وبار في جانب، وحوالي عشرين شابا نصفهم فتيات ويجمع بينهم جميعا أنهم يصغرونه بعشر سنوات على الأقل. وبدأ المدرس، صاحب المدرسة، وهو كهل ذو عوينات مقعرة، حديثا قصيرا عن قواعد السلوك عند الرقص، ثم باع لهم كتيبا صغيرا في حجم الكف من 46 صفحة يحمل تحذيرا بعدم النقل، أصدره الاتحاد المركزي لمعلمي الرقص في جمهورية
ألمانيا الديمقراطية ، وغلافا عليه رسم بدائي لشاب ينحني أمام فتاة بسطت جوبتها حولها وانحنت بدورها استعدادا للرقص معه.
أقبل على الكتيب يدرسه بمعونة
فخري ؛ قواعد التحضر والتهذيب: كن مضبوطا لكن طبيعيا. كن مستعدا للمساعدة. كن دقيقا في مواعيدك. احترم المرأة والكبار. كيف تتعرف بالآخرين، السلوك المهذب عند الرقص، كيف تخاطب النادل، أصول الشراب والتدخين، والملابس وكتابة الخطابات وقواعد السلوك في قاعات الموسيقى والمسرح.
وقبل أن يبدأ الدرس أخرج المدرب صندوقا من زجاجات البيرة الخفيفة، وبدأ يبيعها للشبان الذين كانوا في الغالبية خجولين، ويحتاجون إلى رافع للمعنويات مثله تماما، ثم بدأ الدرس ورافقته فيه فتاة قصيرة ممتلئة في السابعة عشرة.
تردد على المدرسة بعض الوقت وتلقى دروسا في
অজানা পৃষ্ঠা