وتماما توقفت كل قدرة أو رغبة في الدهشة عندي، أن من يحمل كرسيا بهذه الضخامة والثقل للحظة ممكن أن يحمله لآلاف السنين، لا دهشة ولا اعتراض، كل ما في الأمر سؤال: وافرض ما لقيتشي عمنا بتاح رع تفضل شايله؟ - أعمل إيه، أنا شيال، ودي أمانة، خدت الأمر إني أشيلها أحطها ازاي من غير أمر؟
ربما الغضب. - تحطها زهق يا أخي، تعب، ترميها، تكسرها، تحرقها، دا الكراسي اتعملت عشان تشيل الناس مش عشان الناس تشيلها. - ما أقدرش، هو أنا شايله غية، أنا شايله أكل عيش. - ولو، ما دام هادد حيلك وقاطم وسطك يبقى ترميه، ومن زمان ترميه. - دا عندك أنت لأنك ع البر مش شايل ما يهمكش، أنا شايل ودي أمانة وشايل الأمانة مسئول عنها. - لغاية امتى إن شاء الله. - لما يجيني الأمر من بتاح رع. - دا مات وشبع موت. - من خليفته، من وكيله، من ولد من ولاد ولاده، من حد معاه أمارة منه. - طيب أنا بأمرك أهه إنك تنزله. - أمرك مطاع وكتر خيرك، بس أنت تقرب له؟ - للأسف لا. - معاك أمارة منه؟ - ما معاييش. - يبقى عن إذنك.
ولكني صرخت، وقد بدأ يتحرك، أوقفه، فقد لاحظت شيئا كالإعلان أو اللافتة مثبتة في مقدمة الكرسي، بالضبط كانت قطعة من جلد غزال وكان عليها كتابة قديمة وكأنها النسخ الأولى للكتب المنزلة، وبصعوبة طالعت:
يا حمال الكراسي.
لقد حملت ما فيه الكفاية.
وآن لك أن يحملك كرسي.
هذا الكرسي العظيم.
الذي لم يصنع مثله.
لك أنت وحدك.
احمله.
অজানা পৃষ্ঠা