على أن القارئ لا يلاحظ منها إلا ما تلفت غرابته النظر. ولكن، فليعلم أن هذه القاعدة يمكن تطبيقها بصورة عامة. وسأقدم عددا لا يحصى من الأدلة في سياق مشاهداتي، وإليكم منها الآن ما يتعلق بالرسميات.
عندما يريد شخص منهم ذو مكانة مرموقة القيام بزيارة، عليه أن يتناول جبته، التي يحملها خادمه تحت إبطه، ليتسربل بها فوق ملابسه حين يدخل فيبدو أكثر ضخامة وتسترا، بينما نحن نضع - في مثل هذا المقام - الرداء أو البردوسة في الإيوان.
إنه يقوم - عند دخوله - بتحريك رجله ليخلع حذاءه ويتركه على الباب. أما نحن فنستعين بيدنا لنرفع قبعتنا ونحني رأسنا علامة الاحترام.
والشرقيون يستعملون عند الالتقاء الأول عبارات تبجيل وتعظيم مبتذلة لا طعم لها، ثم لا يأتي ذكر الغرض من الزيارة إلا بعد القهوة. أما عند الأوروبيين فإنه يبدأ توا بموضوع الزيارة، والاستعلامات الخاصة أو العائلية لا تكون إلا بالنسبة للعلاقات القائمة بين الزائر والمزور.
لا يوقع الأتراك رسائلهم وسنداتهم وإن كانوا يحسنون الكتابة؛ فالاسم يطبع على الرقعة، وذاك شأنهم في الألقاب إذا توافرت لديهم. أما ما يثبت
5
صحة وثائقهم فهو الخاتم.
6
والسلطات هي التي تستعمل الخاتم بوجه خاص، وبه تكتسب كتاباتها الصفة الرسمية. إن بعض الخاصة من الأتراك يكتفون بوضع أسمائهم وأسماء عائلتهم؛ إذ يرون في استعمال الخاتم مظهرا من مظاهر الادعاء.
وبما أن الشرق لا يحسن إلا قليلا استعمال أسماء العلم، فقد نتجت عن ذلك عدة أخطاء واختلاطات؛ فالأسماء المتشابهة كثيرة جدا؛ وهذا ما حملهم على استعمال أسماء عديدة تكاد تكون أسماء ذرية بكاملها.
অজানা পৃষ্ঠা