বায়রুট ও লেবানন

মারুন আবুদ d. 1381 AH
143

বায়রুট ও লেবানন

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

জনগুলি

وبين المخطوطات التي عثرت عليها بين الأنقاض اثنتان منها باللغة الإغريقية تمتان بصلة إلى تاريخ إنشاء هذه القناة. لقد شاء مؤسسها أن يخلد ذكر حسن صنيعه؛ هذا الصنيع الذي هو بحق قيم جليل لأن وزراء الإله جوبيتر الكبير - الذين كانوا ينعمون بمناظر جميلة، وهواء ممتاز - لم يكونوا يرغبون إلا بالماء العذب. إنه الشيء الوحيد الذي كان ينقصهم.

وبين بيروت ونهر الكلب يقوم دير مار إلياس الصغير الذي خلف - ولا شك - أحد الهياكل. إن العرف القديم المتبع وعادة الذهاب إلى هذا الدير لحلف اليمين، عندما يطلبها القاضي من فريق ما، أو يتوقف عليها حل خلاف في إحدى المنازعات، ذكرانا بهذا النوع من الاختصاص الديني القديم. إن المسلمين والدروز يؤمنون أيضا ببطش مار إلياس وفتكه، وقد أكدوا لي أنه لا يوجد في البلد واحد يجرؤ أن يحلف به زورا. ودون أن أناقش صحة هذا الزعم، أستطيع أن أؤكد أن ذلك البلد يزخر بالكذابين؛ لأن الكذب هو عند الشرقيين طريقة مجدية، أو خدعة بريئة، أو نوع من المهارة.

هوامش

الفصل الثالث والعشرون

آثار نهر الكلب

إن آثار نهر الكلب أصبحت معروفة تماما في أيامنا هذه، ولا سيما بعد أن سبك السيد بونومي قوالب لها من الجص، لا مجال للتحدث عنها ها هنا؛ لأنهم كتبوا عنها كثيرا، غير أني أحسب أن القارئ سيقرأ بشغف الرسائل التي بعث بها إلي السيد لاجار - العضو في المجمع العلمي - وجوابي عليها، فهي - كما أظن - أحسن طريقة تمكنه من إدراك أهمية هذه الآثار نظرا لقدمها غير المنازع عليه.

الرسالة الأولى (باريس، 25 حزيران 1834)

عندما تشرفت بمقابلتكم في باريس لسنوات خلت، تفضلتم وأطلعتموني على صورة نقلت عن أحد الآثار المنقوشة في واجهة الصخور بضواحي بيروت. ربما تذكرون أن هذه الصورة التي تهمني جدا قد فسحت لي في المجال لأخبركم أن رحالة إنكليزيا - هو السيد بانك - قد أخذ بنفسه، أو بواسطة غيره، من المحلة نفسها نسخة عن مخطوطة كتبت بلغتين: القسم الأول كتب بالحروف الهيروغليفية، والثاني بالحروف المسمارية. وبهذه المناسبة دللتكم آنذاك على الذكر المقتضب لهذا الاكتشاف الذي أدخله السيد شامبوليون في طبعته الثانية (1828) من كتابه الموجز في الخطوط الهيروغليفية، الصفحة 272، تحت هذه العبارة: «إننا نجد أيضا هذه المخطوطة الملكية نفسها (مخطوطة رعمسيس التي أيدها كري) في مخطوطة كتبت باللغتين الهيروغليفية والمسمارية. إن هذا الأثر الثمين موجود في نهر الكلب بسوريا، وهو (بالطبع نهر الأقدمين المدعو ليكيس) قرب بروتوس القديمة (أي بيروت التي تقع بين بيبلوس وصيدون).»

إن رسمكم - كما أذكر - لم يكن يحتوي على مخطوطة هيروغليفية، إنما هنالك إشارة غامضة إلى مخطوطة كتبت بالحروف المسمارية محفورة على صخر رملي إلى جانب شخص لم ألبث أن عرفت به ملكا عجميا من سلالة الأشمونيين

Achéminides . أظن أننا نجد في المكان نفسه - حيث عثر على هذا الأثر الطريف - عدة آثار أخرى لا نزال نتبين منها بضعة رسوم وجوه ومخطوطات هيروغليفية، أكل معظمها هواء البحر وغيره.

অজানা পৃষ্ঠা