3
بعد أن كانت منذ عهد بعيد لا تقل عن خمس كل عام.
دونكم الآن تقويما عن إحدى هذه القوافل التي تتألف من 2400 جمل:
1214 جملا تنقل التنباك، 203 تنقل المنسوجات، 117 تنقل الغدد النباتية، 120 الزعفران، 380 الجلود، 9 النيل، 5 شعر الماعز، 60 قصب الكرز الذي تعمل منه مواسير الغلايين، 83 البن، 80 خشب الصباغ، 25 المغرة، 20 الصموغ، 4 مواد الذهب والفضة، 4 رزم الشالات، 15 الخزف. أما الخمسة والخمسون جملا الباقية فتحمل أمتعة ومؤن المسافرين والقافلة.
والسيد شابوسو - وهو الذي أسأله أن يجيبني؛ نظرا لتفضيله دمشق بصراحة ظاهرة - لا ينكر البتة أهمية موقع بيروت، ومع اعترافه بأننا لم نحسن اختيار مركز مؤسساتنا على الشاطئ، قد كان يرى أن تجارتنا بالمصنوعات، التي استوردناها وصدرناها من سوريا وإليها، كانت أكثر أرباحا لو عرضت من نقطة متوسطة كبيروت.
إن هذا الطبيب الإفرنسي قد جار في حكمه على مؤسستنا في طرابلس التي سماها «مدفن الأوروبيين»، وأدهشه أننا ما زلنا نحافظ عليها حتى يومنا هذا، فقال:
ولكن هي قوة العادة وتأثيرها. إنهم لا يلاحظون إلا كثرة المساوئ. والأسهل من ذلك هو القول إنه لا يمكن أن تتغير الحالة ما لم تتخذ تدابير حكيمة نعالجها بها. فكم يحسنون لو نقلوا هذه المؤسسات إلى بيروت! فهذه المدينة المنيعة بسبب مجاورتها للجبل، ونظرا لمركزها الهام الذي يفضل بلا مراء جميع المراكز التجارية في سوريا السفلى، تستطيع أن تقدم لها كثيرا من المنافع، لا بل أجرؤ أن أقول كثيرا من الملذات أيضا.
مفهوم أن إنتاج طرابلس ينحصر في الحرير ليس إلا، وعلى الرغم من أنه دون حرير سوريا قيمة، فكثيرا ما يطلب لاستعماله في صناعة مكاييلنا، وفي بضع مقايضات تقوم بها مرسيليا مع أفريقيا الشمالية.
إنه يمكن - إذن - أن يواصل هذا النوع من التجارة؛ لأن قرب الأمكنة يسهل مثل هذه الأعمال، سواء أكان ذلك عن طريق البحر أم البر، فالقوافل تبقى على طريقها بين بيروت وطرابلس يومين كاملين، بينما تذهب المراكب الشراعية عادة من إسكلة إلى أخرى في ست ساعات أو سبع. إن رياح الجبل التي تهب على الشاطئ بصورة منظمة، في أثناء الليل، تساعدها في الذهاب والإياب. وفيما عدا ذلك، هل يباع اليوم
4
অজানা পৃষ্ঠা