أشعلت سيجارة وسألت: وهم؟
قال: مخابرات عراقية. - قتلوه وانصرفوا هكذا؟ - كان القتيل في حماية أبو عمار؛ فقد تجنبه الشيوعيون اللبنانيون حرصا على علاقتهم بصدام حسين. وعندما علم أبو عمار بالحادث أصدر أمره إلى جهاز أمن «فتح»، فقام باعتقال عشرات من عملاء البعث العراقي، ثم سوي الأمر فيما بعد بين جميع الأطراف كالعادة.
تعالى صوت سيارة مسرعة في الطريق، وتوقف الصوت أمام منزلنا. وارتفع صوت حوار بين عدة أشخاص. تباعد صوت المتحاورين ثم تردد خافتا بعد قليل وانقطع. ودوى طرق على الأبواب في الطابق الذي تحتنا، ثم ساد الصمت.
كان وديع قد خفض من صوت التليفزيون، فأوشكت أن أعيده إلى ما كان عليه عندما اقترب وقع خطوات ثقيلة من باب المسكن ودق الجرس.
شحب وجه وديع ثم قام وخطا نحو الباب وصاح: مين؟
جاءنا صوت أبو شاكر: أنا يا أستاذ وديع. في إخوان من جماعة ال 17.
همس لي وديع: أمن «فتح».
أدار وديع مفتاح الباب، وجذب مصراعه في تردد كاشفا عن حارس البناية وفي رفقته شابان مسلحان برشاشات الكلاشينكوف. كان أحدهما متوسط الطول في العشرينات تبدو عليه علامات الارتباك، بعكس زميله الذي كان يكبره في السن، وينم مظهره عن خبرة ونفوذ واضحين.
تساءل الأخير في دماثة عن صاحب المسكن، فقدم وديع نفسه. وأخرجت جواز سفري. سأل وهو ينقل البصر بين وجهينا: سمعتما الرصاص؟
قال وديع: سمعنا رصاصة واحدة ونحن جالسون هنا. - ولم تعرفا من أين انطلقت؟
অজানা পৃষ্ঠা