ثم اسم أنطوانيت بصفتها المؤلفة والمخرجة، وأسماء الذين عاونوها. وأخيرا بدأ الفيلم.
تمكنت في البداية من تتبع الأحداث المختلفة وتمييز بعض الشخصيات. وساعدني على ذلك أن الفيلم لجأ إلى تقليد أفلام السينما الصامتة في استخدام العناوين التي تملأ الشاشة؛ لإيضاح بعض التفاصيل. لكني لم ألبث أن عجزت عن متابعة الأحداث المتلاحقة، ولم أعد أميز بين الشخصيات أو الأماكن.
استمر العرض ساعة وربع الساعة. وعندما أضيء نور الغرفة، خلعت أنطوانيت نظارة طبية، وقدمت إلي علبة سجائر أمريكية، فأخذت سيجارة وأشعلت لها سيجارتها.
قالت وهي تبتسم في قلق: ما رأيك؟
قلت: الفيلم يشد المتفرج بالتأكيد. وهو ذو قيمة سياسية واضحة. لكني أكذب عليك إذا قلت إني فهمت كل شيء.
استرخت عضلات وجهها، ولمعت عيناها وهي تقول: هذه هي مشكلتنا؛ فلن يستوعب الفيلم بهذا الشكل إلا من يعرف لبنان جيدا؛ ولهذا لجأت من البداية إلى استخدام العناوين. والواضح أنها لم تحل المشكلة، بل خلقت واحدة جديدة في توازن الفيلم. والحل الذي توصلت إليه هو استبدال العناوين والموسيقى التصويرية بتعليق صوتي مترابط يسد كافة الثغرات، ويساهم في دعم البناء الدرامي للفيلم.
وأضافت وهي تحرك يدها بعصبية: شيء يلم الفيلم كله.
أومأت برأسي مؤمنا على حديثها، فاعتبرت هذا موافقة مني على إعداد التعليق المطلوب، وقالت: بون. لقد أعددت لك بعض الكتب والتقارير والمقتطفات الصحفية التي ستعطيك فكرة واضحة عن المشكلة اللبنانية برمتها. اقرأها أولا ثم نتحدث بعد ذلك.
عاونني وديع في حمل عدد من المجلدات والملفات إلى سيارة تابعة لدائرة الاعلام، أقلتنا إلى المنزل، ثم أوصلت وديع إلى مكتبه.
كانت الساعة تقترب من السادسة، فأخذت حماما سريعا، واستبدلت ملابسي، ثم ملأت كأسا كبيرة من الويسكي، وجلست في الصالة أمام التليفزيون. وحوالي السابعة والربع وصلت سيارة الأجرة التي وعدني بها صفوان.
অজানা পৃষ্ঠা