220

تطلعت إلي بعينين واسعتين بريئتين: لا أعرف. - لقد ذكرت لي كل شيء، أقصد عن علاقتكما.

شحب وجهها وقالت: لم أفهم. - لا داعي للتغابي؛ فأنا لا أحاسبك.

صاحت منفعلة: ولماذا تحاسبني؟ أنا أفعل ما أشاء. - بالضبط.

استطردت بنفس الانفعال: هل ذنبي أني لا أطيق فظاظتكم وأنانيتكم وغروركم؟ أنت لا تعرف الرجل اللبناني. حياته كلها تدور حول تسديد الأقساط، واللحاق بالسباق، وإنجاب ولد يحمل اسمه الكريم. - إنه يفعل ذلك من أجلكن. - أعرف؛ ولهذا أعود إليه دائما. على العموم أنا أفضل الرجال.

ضحكت، فانفثأ غضبها، وابتسمت.

قلت: أنت حرة، طالما أنت سعيدة.

قالت: لم أعرف السعادة إلا عندما كانت أمي إلى جانبي. كانت قوية. وكنت أريد أن أكون مثلها، فاشتركت في المظاهرات. - أيام الجامعة؟

أطرقت برأسها: هل تصدق أني كنت أهتف لفلسطين وجمال عبد الناصر وضد الإمبريالية؟ ومرات هتفت لماو تسي تونج. - وبعدها؟ - ماتت أمي، ثم تزوجت. ولم أجد القضية التي تستهويني. - لأنك لا تحبين إلا نفسك.

قالت هازئة: كيف عرفت؟ أنا فعلا أحب جسمي. - أنا أتكلم جادا. أنت تأخذين فقط، أتحداك أن تذكري مرة واحدة أعطيت فيها.

ابتسمت وأومأت بذقنها إلى الأريكة وهي تقول: كثير. معك مثلا.

অজানা পৃষ্ঠা