219

كان شعرها معكوصا على هيئة ذيل حصان. وكنت لا أزال واقفا فسألتها: قهوة؟

قالت: ما بدي.

جلست أمامها وأشعلت سيجارة .

قالت: هل تعرف ماذا تبينا بشأن المسلح الذي هاجم أبو خليل؟ ولا أثر؛ فلم يره أحد غيره . الظاهر أن القصة كلها من تأليفه وإخراجه. - ولماذا؟ - لكي يقنعنا بضرورته، بعد أن شعر أني سأتخلص منه. تعرف أني أخاف منه أحيانا؟ أشك أنه كان قناصا خلال الحرب. - ما هي مهنته الأصلية؟ - أظنه كان بائعا في متجر أو حارس بناية. - أيكون هو الذي دبر حادث الانفجار؟ - لا. هذه قصة أخرى. نحن نعرف من فعلها. وقد تفاهمنا معهم. - من؟ - لا أستطيع أن أقول لك.

قالت بعد لحظة: عدنان كلمني أمس. وقرأت له عدة فقرات من مخطوطتك. الفقرات التي يمكن أن تثير مشاكل، وتمنع التوزيع في البلدان العربية. فقال لي إنه لا يستطيع أن يتحمل مسئولية نشرها في الظروف الحالية.

أشعلت سيجارة جديدة وقلت: كان يمكن أن تبلغيني بذلك على التليفون.

قالت: دمك تقيل.

قلت: صديقتك قابلتني أمس. - جميلة؟ كيف؟ - اتصلت بي وطلبت أن نتقابل.

تساءلت في دهشة: وماذا كانت تريد؟ - طلبت مني أن أقطع علاقتي بك.

احتدت: متطفلة، ما بقى فيني أحملها. إنها دائما هكذا مع أصدقائي. - لماذا؟

অজানা পৃষ্ঠা