212

قلت: حتى لو فرضنا أن هذا صحيح. ألا ترين أن ما تطلبينه غير عادي؟

قالت: لدي مبرراتي، وستقتنع بها عندما أشرحها لك.

قلت: ليس بيني وبين لميا شيء. العلاقة بيننا علاقة عمل فقط.

أطفأت سيجارتها في المنفضة، واحتوت كأس الكونياك بين راحتيها: اسمع. أنا أعرف لميا من سنوات طويلة. وهي تفضي إلي بكل شيء. - إذا كانت هي التي حدثتك عن علاقة مزعومة بيننا، فهي كاذبة. - لي أيضا عينان.

تأملت يديها القويتين الرجوليتين، بأظافر مقصوصة ومصبوغة بعناية في لون صدفي. وتمثلت الراحة والطمأنينة التي يمكن أن يجدهما الإنسان بالقرب منهما.

قالت: أنا واثقة أنك ستفهم.

تمعنت في كأسها مترددة ثم رفعت عينيها إلي قائلة: هناك علاقة خاصة، خاصة جدا بيني وبين لميا.

قلت: وما شأني أنا؟ - أستاذ. أنت لك حياتك في القاهرة. وأنا ليس عندي غير لميا. إنها كائن رقيق يحتاج إلى رعاية كاملة وحنان فائق، وليس هناك من يفهمها ويقدرها ويحبها مثلي. لكن أحيانا يحدث شيء لا أفهمه. لنقل محاولة لإثبات الأنوثة أو القدرة على اجتذاب الرجال، أو ربما، الملل.

وضحكت بمرارة وأضافت: أو تمرد الأجيال.

قلت: ربما كانت تنتمي للعالمين. - محتمل. لكني لم أفقد الأمل في أن أكسبها تماما لعالمي. - إذا كانت تتمرد على علاقتكما من خلالي، فما أدراك أنها لن تواصل ذلك مع شخص آخر؟

অজানা পৃষ্ঠা