أجاب: قال إنه لا يستطيع نشره في الظروف الحالية.
أحضرت ملابس نظيفة من غرفتي، وحملت علبة بيرة إلى الحمام. خلعت ملابسي وكومتها في ركن قصي. وغسلت أسناني، ثم أطلقت المياه الساخنة في حوض الاستحمام. وحلقت ذقني وأنا أرتشف من البيرة. وأخيرا رقدت في الحوض، وأسندت رأسي إلى جداره. ورفعت علبة البيرة إلى شفتي.
لكن سعادتي لم تلبث أن تلاشت. وتحركت أمعائي لأول مرة منذ يومين. لم يكن السبب هو قرب عودتها إلى ممارسة نشاطها الطبيعي، وإنما الفكرة التي أخذت تلح علي.
انتهيت من حمامي، فارتديت الملابس النظيفة، وخرجت إلى الصالة. وجدت وديع قد أحضر من الخارج دجاجتين مشويتين على الفحم، مع أطباق السلاطة المعهودة. ورويت له ونحن نأكل كيف تم اختطافي، والحديث الذي دار بيني وبين الفينيقي المتعصب ثم بيني وبين رجل المكتب الثاني.
عرته الدهشة عندما سمع بالسؤال الذي وجهه إلى الأخير عن كارلوس، وتمتم: غريبة. وماذا قلت لهم؟ - الحقيقة.
بدت عليه الحيرة، فأضفت: أقصد أني لا أعرف عنه أي شيء.
شحب وجهه وسأل: وهذا صحيح؟ - طبعا. - لكنك قلت لي ...
ضحكت: أنت الذي أخطأت الفهم. - كرر متعجبا: غريبة.
غمست لقمة في طبق من الثوم المطحون باللبن وقلت: فعلا غريبة؛ فلم يرد ذكر كارلوس على لساني غير مرة واحدة، في هذه الصالة، وأثناء حديث معك. وليس لذلك غير معنى واحد.
توقف عن الأكل وتطلع إلي مترقبا: ما هو؟ - إما أنك ثرثرت مع أحد بالحديث الذي دار بيننا ...
অজানা পৃষ্ঠা