قلت: بالعكس. نحن غير متفقين على الإطلاق. هناك تمييز فعلا، لكنك تواجهه بتمييز معارض. وأنا أواجهه بإلغاء التفرقة تماما. خلال الحرب الأهلية عندكم ظهرت حركة لشطب الديانة على الهويات. هذا هو ما نحتاجه. دول علمانية لا دينية يتحدد مكان الفرد فيها على أساس كفاءته، لا على أسس دينية أو أسرية أو عشائرية.
قال مستنكرا: يعني إلغاء الطائفية؟ هذا مستحيل؛ فزوال الطائفية معناه زوال الدين.
قلت في إعياء: لا أظن أني قادر على إقناعك بوجهة نظري. ما أطلبه منك الآن هو أن تعطيني أوراقي وجواز سفري وتدعني أذهب.
رفع حاجبيه: هكذا؟
قلت: نعم هكذا.
ضحك ضحكة قصيرة وقال: لم أكن أتوقع أن تمل ضيافتنا بهذه السرعة.
جاوبته قائلا: أي ضيافة؟ لم آكل شيئا طول اليوم. والغرفة باردة بلا فراش أو أغطية أو ضوء. ليس بها حتى مياه للشرب.
اصطنع الاهتمام وتحول إلى مرافقي العجوز قائلا: معقول؟ إلا المي.
غمغم العجوز شيئا حول أنه سيهتم بتزويدي بالمياه. وخاطبني الشاب وهو يبتسم في خبث: للأسف اليوم عطلة. والحوانيت مسكرة. وبالمثل مخازننا. لكننا سنوفر لك كل شيء غدا.
قلت: غدا الأحد، وهو عطلة أيضا.
অজানা পৃষ্ঠা