تطلعت إليه متسائلا، فقال: أنا عضو في الحزب الاشتراكي. وهناك فرصة كبيرة أمامه هذه المرة. ولو نجحنا في الانتخابات لأصبح ميتران رئيسا.
ضحك ثم أضاف: ماذا .. ألا يعجبك ميتران؟
قلت: أليس هو الذي أعلن أن العدوان الإسرائيلي عام 1967، هو حرب وقائية شنتها إسرائيل دفاعا عن النفس؟ - لا تريد أن تنسى أبدا؟ أليس كذلك؟ - ولماذا يجب أن ننسى؟
تشاغل بتناول السيجارة من مروان، فجذب منها عدة أنفاس وقدمها إلي. أخذت نفسين ومددت بها يدي إلى أنطوانيت.
استقرت أناملها فوق أصابعي لحظة، ثم أحاطت بالسيجارة وجذبتها في بطء في اتجاه أظفاري دون أن تتخلى عن ملامستي.
تكررت الآهة البشرية المصاحبة لنغمات البيان. وكان الخدر قد سرى في ساقي، وازداد إحساسي بالموسيقى إرهافا.
أعلنت أنطوانيت فجأة أنها مضطرة للانصراف كي تعود إلى منزلها في المنطقة الشرقية. وعرضت عليها زوجة جاك أن تقضي الليلة عندهما، فرفضت بإصرار قائلة إن أمها ستنزعج إذا تغيبت عن المنزل. وتطلعت نحوي بعينين لامعتين فنهضت واقفا وأنا أقول: طريقنا واحد.
أطرقت برأسها، وقالت: سأوصلك.
رافقنا جاك وزوجته إلى الباب الخارجي. وما إن خطونا إلى الشارع حتى لفح الهواء البارد وجهينا، ترنحت أنطوانيت فأمسكت بذراعي وأسندت رأسها إلى كتفي.
سألتني: هل يمكنك أن تقود السيارة؟
অজানা পৃষ্ঠা