বাইরুত বাকা লাইলান

শওকি আব্দুল হাকিম d. 1423 AH
34

বাইরুত বাকা লাইলান

بيروت البكاء ليلا

জনগুলি

شحذ ذهنه في محاولة للتكامل مع عقول كثيرة للخروج من المأزق، الغرق، رفع إصبعه طلبا للكلمة، ثم يده بكاملها، دون أن يسأل فيه أحد، واصل المحاولة ولم يستطع، ظل هكذا يطلب الكلمة دون أن يلفت نظرا، ما الخبر؟ الجميع يتكلمون في استطراد فيما عداه، لماذا هو وحده في كل حالاته؟ الجميع يلغطون، يتبادلون اللفائف والمداعبات، التواعد باللقاء، المراجع، الآراء المفيدة.

وحتى عندما رفعت الجلسة لتناول المرطبات والحلوى، وانتقل الجمع الحاشد في جماعات إلى حيث بوفيهات قاعة الطعام التالية، ظل هو يتحرك متعسرا، جامعا حاجياته، باحثا من تحت منظاره في تسلل عن شلة يأنس إليها دون أن يلفت نظرا، يتبادل معها حوارا، وجهة نظر لا غير، وكما لو أنه أحبط كلية في العثور على وجه أليف مرحب.

توجه من فوره إلى أقرب طاولة، فأعد لنفسه طبقا من الجاتوه وعصير الليمون.

قال: الليمون هو الحل للإفلات مما حدث، تلك القهوة المشئومة، استند بالجدار وحده وراح يتأمل الجمع الحاشد من حوله وأمامه، يرتشفون مشروباتهم، يدخنون في شره، يتبادلون النكات والمزاح، يسترجعون معلوماتهم مضيفين ومصححين آخر المعلومات، الإحصاءات، المناهج، الاتجاهات البنائية. أجل شتراوس ... ليفي.

حاول ثلاث مرات التقرب من مجموعاتهم دون جدوى. كانت الشلة أو الحلقة تتقارب في أشكال ثلاثية ورباعية، وفي معظم الأحايين ثنائية، رجل وامرأة لتدفع به خارج قطرها، في محاولة منه لتلافي الوضع بشكل رياضي، حيث عادة ما يدفع بعنقه النحيل الطيع من حيث التمدد، والعودة إلى التقلص والقصر في اتجاه ياقة قميصه والكرافتة متراجعا، مواصلا البحث بلا كلل عن موضع آخر في مناقشة يدلي فيها برأي؛ وجهة نظر.

على الإطلاق، ليس هذا أبدا هو الحل. أجل، ليس هذا هو المنطق الجدلي المفضي إلى حل لن يجيء أبدا ويكتمل إلا مع التشخيص وترصد الحالة، والتي لن تغدو أبدا، طفح الماضي إلى حد الإغراق للحاضر، ما نحن فيه. وليت الأمر بقاصر على الثقافة في الشرق الأوسط، لكنه يتمدد سرطانيا محتضنا الشارع والبيدر، ونقط التفتيش والكمائن، وحرس الحدود، التي عادة ما تتصدر لافتاتها الخطية الطرقات، ورءوس المسئولين، والجدران، ودورات المياه، وبيوت الراحة. «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة».

وحين بادرته سيدة أنيقة بالسؤال عن الحل الذي يبحث عنه الجميع في عيون بعضهم البعض، أجاب من فوره: بالطبع، كل تصور فيه نفي الموجود الطافح وهدمه.

اعتدل معتذرا في أدب القرود: التحليل الجدلي إمكانية توجيه العمل الثوري توجيها سليما.

واجهته السيدة المهندمة في حدة وهي تشير له بإصبعها في شبه اتهام: أنا أعني الحل لما نحن فيه الآن في الواقع.

غمغم بذات الأدب والصوت الخفيض قال: أجل، الواقع كبناء من المتناقضات.

অজানা পৃষ্ঠা