বাইরুত বাকা লাইলান

শওকি আব্দুল হাকিম d. 1423 AH
21

বাইরুত বাকা লাইলান

بيروت البكاء ليلا

জনগুলি

وحين تغيرت الإضاءة فأصبحت أكثر سطوعا، آلمه سوء حظه، في ذات اللحظة المكفهرة التي طالع فيها استطالة وجهه في مرآة الباب المواجه المحدبة، على ما كان يغرقه ويتملكه في نحت البرتوجياكوميتي.

بدا وجهه شاهق الاستطالة، أضفت عليه المرآة ساحات وهالات من المساحيق اللونية البلورية، فتبدت له جبهته مطبقة على حاجبيه اللاكثيفين، وجلد وجهه المشدود المجفف. أما أنفه فواصل استطالته بدءا من رأس تلك المرآة النافذة اللعينة حتى ما بعد منتصفها ، وبين وقت وآخر تطغى صور الحشد المتزايد من الراقصين والراقصات، وعبور السقاة في صعوبة شديدة، بأيديهم صواني الطعام والمشهيات على صورته، فتريحه من المدى المفصح المشوه الذي تضفيه المرآة الهازلة.

تذكر المرآة المحرضة وربط بينها وبين المرأة، تعتلي التمثال المتهشم تحت قدميها الحافيتين بيدها مشعلها.

وطالعه وجه الفتاة التي سألها منذ هنيهة على الطاولة المقابلة تجلس مع أصدقائها كمن تجاهد في أن تراه، وترى المرآة من خلفها فترة.

عم الضحك لفترة قصيرة، وجاء صوت المغنية المرحة اليونانية أجش إلى حد مؤلم: «قطعني حتت وارميني في الزيت.»

قدمت إليه الفتاة، فقام وأجلسها، حين أشعلت لفافة وسألته عما كان يسأل.

حاول أن يميل عليها بجذعه الأعلى، مكملا مضغ طعامه ومزته الخضراء: برا ... كتير ... كانوا ينجروا ... الشارع ورانا ... وقدام.

ويبدو أن الفتاة لم تفهم شيئا، سوى كلمة «إسرائيل»، ذلك أنها اندفعت بدورها تحكي لي عن بلدتهم الجبلية «راشيا الفخار» حين ربط بينها وبين فخار الإقليم الأرسينوي، دون أن يسمع منها كلمة واحدة صحيحة؛ نظرا لصعوبة تفهمه للهجتها الجنوبية، وعواء الآلات النحاسية، والمغنية نصف الصلعاء، والضحكات المدوية، ونيران المحاور، مما شجعه أكثر على حل وثاق لسانه بالخمر حين قال: أجمع حكايات حواديت، ما يلوكه الناس، الجدات النينات.

قالت: الناس.

قال بتراخ: الناس، الرمم.

অজানা পৃষ্ঠা