জোয়ার এবং ভাটার মধ্যে: ভাষা, সাহিত্য, শিল্প এবং সভ্যতার পাতাগুলি
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
জনগুলি
اعتدنا أن نلقي جميع المسئوليات على الحكومة، مع أن التعليم يجب أن لا تتعهده الحكومة وحدها التي يهمها منه خصوصا تخريج الموظفين لمصالحها، بل هو عمل أهلي وطني حر.
لذلك حق على الشرقيين في هذا الطور الجديد أن ينيلوا التعليم الوطني الحر ما يليق به من الاهتمام، وأن يجعلوا لوزارة المعارف حق «الرقيب الناصح لا الشريك المخالف»، ومجالس المديريات وهي الصور الصغرى لطبقات الشعب أولى الهيئات بنشر التعليم الحر والنهوض به.
كذلك نحتاج إلى إرسال صوت الشرق إلى الخارج لنقول: إن حركتنا السياسية والاقتصادية إنما هي مظهر فقط من حياة قومية غنية واسعة.
إمبراطور يصير ملكا1
أعني الرصيف الذي طلب أهالي بورت سعيد استبدال اسمه «فرنسوا جوزيف» باسم ملك إيطاليا، وغريب أن يكون المرء إمبراطورا فينقلب ملكا، رغم اعتقاد البشر أن الأول أرفع من الثاني، ورغم أن الملوك لا يهدأ لهم بال في هذه الأيام إلا إذا غنموا لقب إمبراطور!
قد يكون الحق في يد إخواننا البورسعيديين، غير أني لا أفهم لماذا يطلق اسم ملك أجنبي على شارع أو رصيف مصري، ولا أدري ما هي علاقة عميد أسرة هبسبورج، أو كبير أسرة سافويا بأماكن شرقية عمومية أو خصوصية ؟!
معقول وواجب أن تطلق على شوارعنا وأرصفتنا أسماء المحسنين من الأجانب، فإذا ما رأيت تمثال دي لسبس قائما عند اليم، الذي أوجد له دي لسبس يدا زرقاء تصافح البحر الأحمر، وتنقل بين قارات العالم القديم - بصرف النظر عن كل ما يتخلل ذلك من السيئات وأشباه السيئات - حسنات العلم والتجارة والاقتصاد، إذا ما رأيت ذلك التمثال قلت: «أحسنت أيتها الأمواج بلثم موطئ قدميه!» وإذ أرى تمثال ماريت باشا منصوبا فوق ضريحه على مقربة من المتحف المصري الذي سعى لإنشائه، قلت: «لقد جمعت أيها المحسن آثار الفن المصري في متحف جميل، فنم آمنا في ظل المتحف المجيد!»
ولكني لا أحذق معنى تسمية رصيف في بورت سعيد، أو في غيرها من البلاد المصرية والشرقية جميعا، باسم رجل أجنبي منتهى ما يعلم الباحث من مميزاته أنه إمبراطور!
تؤخذ أسماء الشوارع من أسماء عظماء البلاد وأبطالها وكتابها والمحسنين إليها من أبنائها إحسانا ماديا أو معنويا، أو هي تستخرج من تاريخها القديم، أو تقتبس من حادث طرأ عليها وترك فيها أثرا. هذا هو الاصطلاح الذي يتمشون عليه في سائر البلدان، فما لإمبراطور النمسا والمجر ولشوارعنا، وما لنا ولاسمه مهما يكن طويلا عند ما يكتبه باللاتينية؟
كان وما زال سمو الخديو السابق صديقا لهذا الإمبراطور، فلم نسمع أن حكومة النمسا دعت أحد شوارع فينا باسم عباس حلمي، وكان وما زال سمو البرنس فؤاد شقيق الحضرة السلطانية صديقا حميما لإيطاليا وأبنائها، وحتى الآن لم نعلم أن رصيفا في روما أو شارعا في نابولي يعرف باسم هذا الأمير المصري.
অজানা পৃষ্ঠা