জোয়ার এবং ভাটার মধ্যে: ভাষা, সাহিত্য, শিল্প এবং সভ্যতার পাতাগুলি
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
জনগুলি
فوافق الحاضرون. إلا أن أحدهم - وهو من «الطراز الحديث» المكرر ثلاثا - فتح فاه فتحة أنيقة تليق بالقرن العشرين، وتكلم قائلا: «نعم، ولكن لفظ العربية صعب علينا؛ فهناك حروف خشنة مثل (محاولا إتقان اللفظ) ال ... عين وال ... حاء وال ... خاء، يا إلهي! كل هذا يمزق الحلق فضلا عن ثقله على السمع.» وطفق حضرته يتكلم الفرنساوية جاعلا الراء منها غينا غناء.
فتبادر إلى ذهني أن المرحوم الدكتور شميل قبل وفاته بشهور قليلة حضر درس الكونت دي جلارزا أستاذ الفلسفة يومئذ في الجامعة المصرية، وكانت المحاضرة في فلسفة أرسطو، فمضت عشر دقائق تقريبا والدكتور يصغي بانتباه تام، إذ ذاك لفظ جناب الكونت كلمة «الطبيعة» ثلاث مرات في جملة واحدة، فمال نحوي الدكتور شميل وسأل: «أوطني هذا المحاضر أم أجنبي؟»
فأجبت: «هو مستشرق إسباني.»
ذكرت تلك الحادثة متعجبة كيف أن أناسا ولدوا في جرود لبنان، أو في أنجاد سوريا، أو في سهول مصر، يجدون اللغة «خشنة يا إلهي! تمزق الحلق»؟! ويحسبون من يتكلمها في المجتمعات «فلاحا». في حين أن أجنبيا يتقن لفظها ويحسن الإفصاح بها في موضوع فلسفي عويص. يحسن ذلك إلى درجة إيهام رجل كالدكتور شميل، وحمله على التردد مدة عشر دقائق تقريبا، قبل أن يقدم على الاستفهام هل ذلك الأجنبي من أهل اللغة أم من محبيها!
تكلموا ما شئتم من اللغات يا بني أمي! ولكن لا تنسوا لغتكم.
رسالة وحاشية
(1) نقد الكتب
أستاذي الدكتور العلامة
أشكر لك المقال الممتع الذي كتبته عن نقد الكتب في عدد فبراير، وكان علي أن اصمت تهيبا عند لهجته الصادقة. على أن لدي شيئا أضيفه.
لم أعن «مجلتكم» في كلامي عن قصور الصحف، ولا عنيت سواها من المجلات المنتبهة لما فرض عليها، فتحدثنا كل شهر عن كتب ونشرات ومجلات وأعداد ممتازة من الصحف بكلام كله إفادة، فهي من هذه الوجهة ترضي الواجب العلمي الذي تعمل للقيام به بكرامة وأستاذية.
অজানা পৃষ্ঠা