জোয়ার এবং ভাটার মধ্যে: ভাষা, সাহিত্য, শিল্প এবং সভ্যতার পাতাগুলি
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
জনগুলি
لا يخفى على ذوي «المدامات» وغيرهم أن مدامتي ومدامتك ومدامته ليست دون مستيرتي ومستيرتك ومستيرته فكاهة مستملحة، ولا يخفى أن التعبير العربي في هذه الحالة ليس بالميسور، ولا ينتظر أن يكون ميسورا؛ لأن العرب لم يكونوا ليضموا أسماء نسائهم إلى أسمائهم في تبادل المجاملات الاجتماعية؛ فبديهي أن المتفرنج منا يتفرنج «بنصفه الأفضل» بعد أن تفرنج في أمور جمة لا غنى عنها في الوقت الحاضر.
ولا يظنن أن الشرقي وحده حائر في هذا المعنى، بل تناولت الحيرة الأوروبيين، وكثيرون منهم يشيرون إلى زوجاتهم بأسماء يتبسم لها السامع إن لم يكن بشفتيه ففي نفسه.
ولقد أخذت المسألة منذ شهور دورا في فرنسا هو من الأهمية بحيث استدعى اهتمام الأكاذميا، التي حاولت أن تعين لفظة يعني بها الرجل شريكته في الحياة.
ترى إذا ذكرها في غيابها فكيف يدعوها؟ أيقول: سيدتي أي: «مدامتي» (بالفرنساوية وليس بالعربية)؟! أم يقول: «مدام فلان» أي: مدام نفسه - شأن الطفل المدعو بزيد مثلا، يحدث الناس عن كورته التي هي كورة زيد، وإن زيدا أكل تفاحة كبيرة بعد أن ارتدى زيد ثوبا جميلا لا يمكن أن يحصل عليه من لم يكن بزيد.
أم يقول زوجتي، أو امرأتي، أو جنيتي، أو أي شيء؟
ولم يخبرونا ما إذا مر في أبحاث الأكاذميا خيال من هو أكثر ملوك فرنسا أرستقراطية وأناقة؛ أعني: لويس السادس عشر، الذي كان يذكر ماري أنطوانت أمام الأعوان باسم «الملكة» أحيانا، وباسم «امرأتي» غالبا، دون أن يردعه ما في اللفظة من معاني الدالة العائلية.
لقد درجنا كالشعوب التي اقتبسنا بعض أساليبها الاجتماعية، على أن يسمي الرجل زوجته باسمها في العائلة، وفي حلقة الأصدقاء، تاركا لفظة «السيدة» أو «الست» لكلامه عنها مع الخدم؛ فلا يسأل خادمه هل عادت فلانة؟ وإنما هل عادت «الست» أو «السيدة»؟ ولئن حسن التمشي على هذا؛ فلماذا لا يرضى الرجل الشرقي أن يقول للغرباء وللمعارف «امرأتي» أو «زوجتي» ببساطة لويس السادس عشر؟
إن أفخم ما أعرفه هو اصطلاح المسلمين في هذه الديار بقولهم عن مدام فلان: «حرم» فلان، إنها لتسمية توفقوا فيها كل التوفيق، وإذا ذكر الواحد زوجته قال: «حريمي».
بيد أني لاحظت أنهم يطلقون هذه اللفظة على الزوجة المسلمة.
أما المتزوجون من أوروبيات (وجلهم من الشبان المتعلمين في أوروبا)؛ فإن الواحد منهم يقول: «زوجتي»، وهي دون «حريمي» فخامة وأنفة، ولكنها أقرب إلى التسوية الأدبية بين الزوجين.
অজানা পৃষ্ঠা