জোয়ার এবং ভাটার মধ্যে: ভাষা, সাহিত্য, শিল্প এবং সভ্যতার পাতাগুলি
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
জনগুলি
فإذا كان لطفي بك موجد فكرة المجمع والداعي إلى عقد جلساته قد ترك إدارة المكتبة للاندماج في الوفد المصري؛ فأي علاقة للمجمع بذلك؟! لم يكن للمجمع اللغوي صبغة رسمية، ولا كان للحكومة تدخل في شئونه، رغم أن اجتماعاته كانت تعقد في دار تابعة لوزارة المعارف، فما دام متمتعا بالحرية التامة، ترى لماذا لا يتفق الأعضاء المحترمون فيما بينهم على الاجتماع في مكتبة أحمد زكي باشا مثلا، أو في منزل أي عضو من الأعضاء الآخرين، وكلهم من أهل الجاه، كما أنهم أهل علم وفضل؟!
لماذا لا يتفقون على ذلك؛ فلا يدعون هذا المشروع يغرق في الماء أو يطير في الهواء كأكثر مشروعاتنا الشرقية؟
1
«الإجبشن ميل» تضحك
استهلت جريدة «الإجبشن ميل» الإنجليزية هذه السنة المباركة بضحكة مطبوعة ذات عنوانين أنيقين، يزينان العمود الخامس في الصفحة الأولى من عددها الصادر صباح أول يناير سنة 1919، لقد أضحكها ما قلت عن المجمع اللغوي فترجمته إلى الإنجليزية تحت هذا العنوان: «إهمال «الخالدين» في مصر»، ونشرت مقدمة وجيزة قالت فيها: إن «تهاون أعضاء المجمع يترك اللغة العربية ملوثة بالألفاظ الغريبة، مثل: بوستة، وبيسكليت، وتراموي، وغيرها من الكلمات التي تشوب صفاء اللغة».
ثم عادت فنقلت كلام «الأخبار» في تصريح فضيلة شيخ الجامع الأزهر ورئيس المجمع اللغوي بأن جلسات المجمع ستعود إلى الانعقاد، وأنهم (أي الأعضاء) يبذلون جهدهم في إيجاد ألفاظ عربية للمسميات الإفرنجية.
هذا التصريح أثبتته «الإجبشن ميل» بالحرف دون أن تعلق عليه بكلمة، إلا أنها جعلت له هذا العنوان الضخم الذي ينم عن بسمة الازدراء وراء لهجة الجد: «جهد المجمع الجهيد»، وهي تعني بذلك كلام الأستاذ الأكبر القائل: «إننا أجهدنا النفس كثيرا في سبيل إطلاق أسماء عربية على كثير من الآلات الزراعية، وفي سبيل وضع تعبيرات عربية صحيحة بدلا من عديد الاصطلاحات المتداولة.»
لا لوم على الصحيفة الإنجليزية، ولكن أتتفضل فتقول لنا: لماذا هي تنظر إلى هذا المشروع بعين المرتاب في نجاحه، القائل أن لا ضرورة لهذا المجمع ولا فائدة من أعماله؟!
وإلا فما الذي يضحكها يا ترى؟
لماذا لا يجوز للمجمع اللغوي ولكل كاتب عربي أن يؤثر استعمال ألفاظ عربية دون التعبيرات الإفرنجية؟! أليست الحال كذلك عند جميع الشعوب؟
অজানা পৃষ্ঠা