বায়না আসাদ ইফরিকি ওয়া নামির ইতালি
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
জনগুলি
ولما تولى منليك الثاني ملك الحبشة، بعد مصرع يوحنا في القلابات (1888-1889)، ثار عليه أهل مقاطعة تيغري؛ بحجة أحقية رأس منغاشا بن يوحنا في العرش الإمبراطوري، وكان هذا الرأس أميرا على المقاطعة المذكورة. فلما رأى منليك ذلك طلب إلى القائد الإيطالي بالديسارا أن يحتل أسمرا بجنوده الطليان؛ ليتمكن منليك من إرغام التيغريين على الرجوع إلى طاعته.
ولما كان بالديسارا طموحا، فقد فتح مدينة كرين في مقاطعة بوغوس، وبلغ أسمرا في 3 أغسطس سنة 1889. وفي ديسمبر من تلك السنة سافر بالديسارا إلى إيطاليا، وحل محله الجنرال أورارو فتوغل في البلاد.
وكان منليك استعاد قوته ونفوذه و«شم نفسه»، فاحتج على أعمال القائد الإيطالي، ولكن احتجاجه لم يثمر، وعينت إيطاليا الجنرال جاند ولفي واليا على إريتريا، واعتبرتها مستعمرة إيطالية، وما زالت تحارب الأمراء والرءوس ، وتخضع الأهالي تارة، وتمالئهم طورا.
وقد اتخذ الطليان في مستعمرة إريتريا خطتين سياسيتين؛ الأولى: سياسة شوا ومنليك، والثانية سياسة تغري ورأس منغاشيا، فكانوا يبحثون عن الطرق والوسائل التي تعود عليهم بالمنفعة من التفريق بين هاتين المقاطعتين، عاملين بمبدأ «فرق تسد»، فكانوا إذا لاينهم منليك انقضوا على منغاشيا، وإذا مال إليهم منغاشيا انفضوا من حول منليك.
وكانت نتيجة تلك السياسة الإيطالية معاهدات وحروب، منها معاهدة مارب، ومعاهدة أوكسياللي، وموقعة حالايا مع باثا آغوس، وفتنة أسماسق آباررا، الذي أثبت أن التعلم في مدارس الطليان، والاصطباغ بصبغتهم لا يضعف القومية، ولا يوهن من حب الوطن، بل قد يشعل نار الإخلاص للوطن في نفس الشجاع، وواقعة قواتيت، ومعركة سه نافا، واحتلال تيغري، وهزيمة أمبا الأجي، وحصار مكلا، وثورة عقامة، وموقعة لينا، وحرب إله فا.
ولم ينتفع الطليان بعد هذه الجهود بشيء سوى إريتريا، وقد خسروا بسببها «الجلد والسقط»، قال ماركيز دي روديني، الذي رأس حكومة إيطاليا مرات عدة لدى جورفيل، مؤلف كتاب «مصر الحديثة»: «إننا نحن المجانين (يقصد أمته، وهو تأنيب المحب المشفق) قد أنفقنا عشرين مليون جنيه في غزو مستعمرتنا الصغيرة السيئة الحظ المسماة بإريتريا، وهي تكلفنا منذ غزوناها في كل عام 280 ألف جنيه، والله يعلم إن كانت ستدر علينا شيئا من الخيرات، أم تبقى عاقرا مجدبة لا خير منها!»
2
لقد احتلت إيطاليا إريتريا في سنة 1888؛ فتكون نفقاتها على تلك المستعمرة الأفريقية كما يأتي:
جنيه
20000000
অজানা পৃষ্ঠা