বায়না আসাদ ইফরিকি ওয়া নামির ইতালি
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
জনগুলি
لقد حدث للمرة الأولى حادث فاجع لم يسبق له مثيل في هذه البلاد، ألا وهو أن رجلا إنجليزيا مسيحيا قتل نفسه بعد أن قتل أولاده خشية الجوع والبرد. وإنها لعلامة جد خطيرة، وأمر له ما بعده حدث في يوم عبوس قمطرير.
فحينئذ - وحينئذ فقط - هبت تلك الأمم للاستيلاء على البلاد الضعيفة، أو ذوات الحضارة المنحلة؛ مثل: الهند، وشمال أفريقيا، والهند الصينية، ووادي النيل إلخ.
الأسباب التي انتحلتها دول أوروبا لتبرير الاستعمار
ولما كانت دول أوروبا قد ضربت في الحضارة بسهم نافذة، واتخذت لها رداء من المدنية، ووجها مستعارا من مكارم الأخلاق، ولا سيما بعد ظهور مبادئ الثورة الفرنسية، وتوكيد حقوق الإنسان، وانتشار فكرة الحرية والمساواة بين الأمم، وصارت لهم حكومات منظمة ومسئولة أمام مجالس نيابية، وصحافة قوية تنشر كل ما يقال ويكتب في أنحاء العالم؛ فقد خجلوا أن يجاهروا بالسبب الحقيقي لغاراتهم الجديدة على أمم العالم، وهو الخوف من الجوع، وخشية الإملاق المهدد لكيانهم، فاتخذوا أسبابا باطلة، وألبسوها ثياب الحق فقالوا: «إنما نفتح البلاد ونغير عليها لا لمنفعتنا ولكن لخيرهم، فنحن نريد تمدينهم وتحضيرهم، ونريد حمايتهم من أنفسهم، ومن طغيان حكامهم.»
وكما انتحل بعض ملوك أوروبا في القرون الوسطى حجة الحكم والسلطان بالحق الإلهي
9
كما فعل شارل الأول في إنجلترا، ولويس الرابع عشر في فرنسا، وشارلمان وغيرهم، فقد اتخذت بعض الدول الأوروبية فكرة «المسئولية أمام الإنسانية» فصارت تقول: نحن مسئولون أمام العالم عن حماية هذه الأمم وتهذيبها وتحضيرها، ولا يمكننا أن نتخلى عنها لئلا تهلك أو تتدهور أو تتردى في الهاوية، ولكن أعمال هذه الدول في تلك البلاد المستعمرة كانت تكذب دعواهم، فقد حكموها لمصلحتهم الذاتية، ومحوا آيات استقلالها، وعملوا على تأخيرها لتمام الاستيلاء عليها.
وقد برعت أوروبا في تنفيذ خططها، وأتقنت سياسة الاستعمار، ومصرت الأمصار، ودونت الدواوين، وأنشأت المكاتب والمدارس لتخريج الرجال، وتأهيلهم للخدمة في المستعمرات، وعلمتهم لغات البلاد المقصودة بالحكم؛ كالعربية، والهندية، والأندنوسية، حتى لغات الزنوج والشلوك أتقنوها، ووضعوا لها القواميس والمعاجم، ووضعوا القوانين والشرائع لحكم تلك البلاد، وأسسوا وزارات جديدة أطلقوا عليها اسم وزارات المستعمرات، قد يكون شأنها في بعض الدول أعظم من شأن وزارة الأمور الخارجية كما هي الحال في فرنسا الآن.
العراك بين الدول العظمى على المستعمرات
ولم تكن الملحمة العظمى بين القوي والضعيف لتمر دون تيقظ الحزازات بين الهاجمين والمغيرين؛ لأن الأمر لا يخلو من دسامة إحدى اللهى وضآلة الأخرى، وسمن بعض الفرائس دون البعض، فكان من هذا القبيل أن حاربت إنجلترا جارتها فرنسا في سهول كندا لتزاحمها على تلك السهول الواسعة ذات الخصوبة العظيمة،
অজানা পৃষ্ঠা