ويا شديد العجب مهلا فما
من منكر أنك زين الحسان
رضيت لم أجزع ولكنما
من الرضا سخط ومنه امتنان
مضى القليل النزر من حيلتي
والجلد المذخور ولى وخان
اجتمعت بريتا وافترقنا، وما كان منا فلا يغبى عن أحد؛ أما وصالها فبدلا من أن يخفف شدة الغرام أصلى قلبينا بنار أحر نار الجحيم أبردها، وكأنه بدل كبدينا وقيدهما بقيود من حديد، فصار قلبي ملكها وصار قلبها ملكي. •••
ولكن ما ذاك الرخاء الذي شعرت به حينما كانت إلى جانبي أضمها مرة وتضمني مرات، كأننا غصنا دوحة تضمهما الطبيعة ويحركهما الهوى! ... بل، كيف لا أشعر بذلك وأنا لست خشبة بغير حياة، ولا حجرا بغير إحساس؟ وريتا أجمل النساء وألطفهن وأوفرهن ذكاء وعلما.
ولما رأيت لامبون شمخت كالطاووس حين ينتفض ويفرش ريشه، ويعجب بجماله، وضحكت ضحكة المسرور بطالعه المفتتن بنجمته فضحك بي، وبعد نظر طويل إلي قال: ما للأرض تضيق بك؟ أراك تنتفخ كالبعير فهل استعملت الوقاحة مع حبيبتك؟ - الوقاحة والتذلل. - وهل كانت النتيجة حسنة؟ - فوق ما كنت أرجو. - ذلك كان منتظرا ... والآن، إذ قد فزت بطلابك ونلت مشتهاك وتبدل لون وجهك الترابي بلون آخر وردي، فهل لك أن تدلني على حبيبتك؟ - ذلك فوق مقدرتي. - قل لي على الأقل من أي طبقة من الناس هي؟ - لا أعلم. - أظنها امرأة شيخ مسن تغار عليه وتخدعه كما يخدعها. - لله درك ما أبرعك بحل الألغاز وإدراك الأسرار! - نعم، عندي بعض الخبرة بهذه العلوم، وقد درست على يد الزمان فعلمني ما لم يعلمه غيري، فعندي نصيحة أخرى لك، وهي أن تحرص على سعادتك حرصا شديدا، وتسهر عليها من خطر المخاوف التي قد تعتريها. - لا خطر علي؛ لأني أحبها ولا أحب سواها، وهي كذلك لا تحب سواي، وأنا لا أخاف غيرتها، ولا أظنها تهوى غيري، فأغار عليها؛ لأنها تهاب زوجها وتخاف أن ينكشف أمرها إذا كثر عشاقها، وعليه فيكون الخطر على سعادتها أكبر منه على سعادتي.
وفي المساء عدت إلى البيت فوجدت على مكتبي كتابا منها بخط يدها تقول فيه:
অজানা পৃষ্ঠা