والنهاية الأزل
والسنى تبسمه
وهو ضاحك جزل
والدجا عبوسته
والخطوب والوهل
والسرور في فمه
والعذاب والأجل
والحب أسمى العوامل البشرية، وهو النور الذي يبتهج به كل مولود، وهو مولد الأفكار والانفعالات من حزن وفرح، والناس يسعون وراءه كما لو كان من مقتضيات الوجود، والحب يقوي قلب العاشق، وإذا لم تصل شراراته إلى كل من قلبي العاشق والمعشوق، فلا عشق هناك وبالحب السعادة، وبما أن السعادة هي منتهى آمال البشر فهم إذن يرصدونه كما يرصد الكوكب عابد النار، فقالت بتنهد: نعم، وإذا طال العهد ولم تصل شرارة الحب إلى قلب المعشوق، يضيق على العاشق وجه الفضاء، فيرمي بنفسه إلى الطويل العريض من عالم الفناء إلى حيث يضمه القبر وهو الأب الحنون ... ثم أخذت تشير بيدها إشارات مختلفة الشكل ، ثم وقفت، ثم قعدت، والتفتت إلي وقالت كمن استفاقت من غشوة: إن في رأسي هموما كثيرة تقيمني وتقعدني رغما عني فاعذرني.
وكان صدر فركنباك إذ ذاك ينتفخ وينقبض، وأنفه الضخم العظيم يهلل ويرنم، ولما استيقظ نظر إلى البارونة نظرا طويلا، فقرعت الجرس الكهربائي وللحال جاء الخادم مسرعا فأمرته بإحضار الشاي، فقال لنا: يظهر أني نعسان، فقالت: أتظن ذلك فأجابها: وهل في ذلك ذنب؟ - كان يجب عليك أن تحترم ضيفك وتجلس إليه، ولا تدعني وحدي.
فاستأذنتهما عندئذ بالذهاب وخرجت، فضغطت على يدي وابتسمت لي ابتسامة غرامية، وقالت: إذا كان حديثي يلذك فلك أن تزورني في كل يوم سبت.
অজানা পৃষ্ঠা