وبينما نحن في الحديث نام البارون على المقعد فقطعتني عن الكلام، ونظرت إلي بعينيها السوداوين كمن تريد استقصائي، ثم قالت: ما رأيك في الحب؟
فبهت وكدت أفشل كما يفشل أحد المتثاقفين إذا عاجله خصمه بضربة أمضى من البرق، ولم أفهم يومئذ مرادها من هذا السؤال، هل كان تطفلا نسائيا محضا؟ أم كان وسيلة لاختبار أخلاقي؟ على أني مراعاة للأدب قلت والحياء باد على وجهي: اعذريني يا سيدتي، إذا خبطت في الجواب خبط عشواء؛ لأني لم أعرف الحب بعد، ويصعب علي جدا أن أشرح لك عن أشياء لم أحس بها، ولم تخطر لي على بال، فقالت: هذا نفور وأظنك تتجاهل تجاهل العارف.
فلما رأيت أن لا مناص من الجواب قلت:
القلوب والمقل
هن للهوى رسل
لسن للهوى عللا
بل به لها علل
ربها وآمرها
يقتضي فتمتثل
حاكم مشيئته
অজানা পৃষ্ঠা