ধর্ম এবং বিজ্ঞানের মধ্যে: মধ্যযুগে জ্যোতির্বিদ্যা ও ভূগোল সংক্রান্ত বিজ্ঞানের সাথে তাদের সংঘাতের ইতিহাস
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
জনগুলি
Alfonso Of Castille
وهنالك رأى ما في نظرية بطليموس من منافاة للهدى والرشاد، وكان على جهل بغيرها. فرمى العالم الأوروبي بقذيفة من الكفر والإلحاد إذ قال بأنه لو كان حاضرا يوم خلق العالم لاقترح للكون نظاما أقوم من نظامه وأدنى إلى الحكمة. وتحت ظلال المذهب الفلكي الحديث قال «كيبلر» مملوءا إيمانا: «إني لا أستطيع أن أبلغ فكري إلى معرفة فكر الله.» على أن الفرق بين الروح الدينية المنبعثة من صدر هذين الرجلين، هو في الواقع أكبر مقياس يقاس به مقدار ما أنتج العلم في ذلك الصراع الكبير، من فائدة للدين.
وما من شيء هو أبعد عن فضيلة الأقساط في القول من أن تخص الكنيسة الرومانية بطابع خاص من اللوم والتقريع في كل تلك المقاومة التي لقيها العلم من اللاهوت. فإن الكنيسة البروتستانتية - ولو أنها لم تستطع أن تبلغ في كل الحالات من القوة ما بلغت نظريتها - إلا أنها تستحق من التقريع قسطا أوفى؛ فإن اضطهاد «غاليليو» وأنصاره قد وقع في أوائل القرن السابع عشر، في حين أن اضطهاد مختلف السلطات البروتستانتية لأمثال روبرنسون ثميت، وونشيل، وودرو، وتوي، وشباب أساتذة بيروت، كان في نهاية القرن التاسع عشر! وكذلك لا ننسى أن أنواع الاضطهاد التي أتاها الكاثوليك كانت ملائمة كل الملاءمة لتلك المبادئ التي عكف عليها الدينيون إذ ذاك - كاثوليك وبروتستانت - في نواحي العالم كله. أما الاضطهادات التي ارتكب جريمتها البروتستانت، فكانت لأسباب بعيدة جهد البعد عن تلك المبادئ التي تبعها البروتستانت، أو التي يزعم البروتستانت أنهم يتبعونها، بل ولم ترتفع من ناحية صيحة بالانتهاء إلى تلك المبادئ؛ فكانت أعلى من صيحة تلك الفئات التي اضطهدت رجالا من أنبغ رجال العصر، وهم فوق ذلك نصارى تكونت جريمتهم في نظر هؤلاء بأنهم كانوا من صفاء النفس ورجاحة العقل، بحيث فقهوا حقائق العلم التي ذاعت لعهدهم، وحملتهم شجاعتهم وأمانتهم على أن يعلنوا ثقتهم بها.
وليس من العدل في شيء أن تلهج البروتستانتية بلوم الكثلكة؛ لأنها حرمت تعليم حقائق علم الفلك في جامعات أوروبا الكاثوليكية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. في حين أن العلم الحقيقي المنتزع من أبحاث الجيولوجيا والبيولوجيا والأنثروبولوجيا قد أنكرت حقائقه، كما حرم تعليمه في جامعات أمريكا البروتستانتية وكلياتها خلال القرن التاسع عشر.
كذلك ليس من حق البروتستانتية أن تشير بشيء من الاحتقار للفهرست الكاثوليكي، ولا أن تعلق أهمية كبرى على أن كل كتاب ذا شأن في عالم العلم ظهر خلال الثلاثة القرون الفارطة قد ضم إليه ليحرمه المؤمنون، ما دمنا نرى أن شباب عصرنا الحاضر يغذون في الجامعات البروتستانتية الأمريكية «بفتات من الخبز مشبع بعصير الكنيسة» أكثر مما يغذون بلباب المعرفة الصحيحة، وأنهم لا يعطون إلا ما وافقت عليه سلطاتهم، في حين أنهم يظلون بعيدين عن الفكرة الحديثة في العلم، تلك التي بثها في العصر الحديث رجال من أمثال داروين وسبنسر وهكسلي ودريبار وليكي وغيرهم.
أما ما يحق للبروتستانتية أن تفخر به فهو أن بعض نواحيها التي تمثلت فيها نزعتها العصبية قد تحررت بالفعل. غير أن الكثلكة يحق لها أيضا أن تشير إلى حقيقة أن البابا «ليو الثالث عشر»
Leo XIII
قد أحدث تغييرا كبيرا - ملؤه النبالة وكرم الأخلاق - تلقاء مناقشة المستندات القديمة مناقشة حرة، وأن أيام المونسنيور «ماريني» قد انقضت وعفت آثارها؛ فإن مكتبة الفاتيكان بما تنضوي عليه من المادة التاريخية، قد فتحت أبوابها للباحثين من الكاثوليك والبروتستانت، بل قد أعطي هذا الحق لكل الناس على اختلاف نزعاتهم الدينية وتباين مذاهبهم.
أما الأخطاء القديمة، فإن العالم المتمدين جميعه قد وقع في أغلاط كبيرة تلقاءها، تساوى فيها الكاثوليك والبروتستانت. إن تلك الأخطاء لم تكن أخطاء الدين. إنها أخطاء المذاهب اللاهوتية التي استمدتها من نصوص الكتاب المقدس عقول خصت بالكثير من قصر النظر وضعف التدليل، وهي فوق ذلك مناقضة للكلمات الحكيمة والأعمال الرشيدة التي تؤثر عن مؤسسي المسيحية. على أن تلك المذاهب كثيرا ما ينسبها الجاهلون إلى نزعة الدين نفسه. ولقد قال أحد مشهوري اللاهوتيين من رجال الكنيسة الإنغليكانية المعاصرين قولة حق أشار فيها إلى «أن هؤلاء اللاهوتيين لما أعيوا عن التمييز بين الفجر وبين الضوء المنبعث عن حريقة امتد لهبها، قد انصرفوا وهم أعداء النور والضياء.»
الفصل الثاني
অজানা পৃষ্ঠা