ধর্ম এবং বিজ্ঞানের মধ্যে: মধ্যযুগে জ্যোতির্বিদ্যা ও ভূগোল সংক্রান্ত বিজ্ঞানের সাথে তাদের সংঘাতের ইতিহাস
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
জনগুলি
ظهرت رسالة «غاليليو» الجديدة التي سماها «المحاورة»
Il Dialogo
سنة 1632 وصادفت نجاحا باهرا؛ لأنها هيأت مؤيدي مذهب «كوبرنيكوس» بأسلحة جديدة مرهفة النصال، محدودة الغراب، أما المقدمة فلم يبق في أوروبا موضع قدم لم تحدجها فيه العيون بنظرات السخرية، أو ترسل إليها الثغور فيه بسمات الازدراء، على الرغم مما كان فيها من روح الورع والتقوى، وكان هذا سببا في أن يثير انفعال أعدائه وهنالك هب اليسوعيون والدمنيكيون، بل والأغلبية العظمى من رجال الدين من مراقدهم ، وعادوا إلى النار القديمة ينفخون في رمادها، فيوقظون لهبها، ويسعرون ضرامها؛ لتبلغ ألسنتها إلى حد لم تبلغ إليه من قبل. وفي مركز حلقتهم وقف البابا «أربان الثامن» ليشرف بهامة الجبار على ما يترامى حواليه من لهيب الفتنة الذي اضطرم، بعد أن كاد يكون رمادا، ليزكيه بما يبعث به قلبه من وقود الحقد والكراهية. وهذه القوات العظيمة ناءت بجماعها على كاهل «غاليليو».
مست هذه النار «غاليليو» في موضعين؛ الأول: مقامه العالمي وعزة نفسه؛ جزاء له على أن يضع براهين البابا التي فاه بها لدى محاولة إقناعه بفساد مذهبه في فم شخص من أشخاص المحاورة، وجعله البراهين التي تنقضها في فم شخص غيره. والثاني: شعوره الديني. ولقد كان ما مسه من الضر في الثانية أبلغ مما مسه في الأولى ولطالما كرر ذو القداسة المعصوم لكل من وقعت عليه عينه من الناس ما في الكتاب المقدس من نصوص التنزيل التي تثبت إثباتا قاطعا وبلا شبهة من تأويل، أن الشمس والسيارات إنما يدرن من حول الأرض، وأن إنكار ذلك إنكار للوحي نفسه ولا شبهة في أنه لو صح أن يقال بأن رجلا من رجال الدين كان في ذلك العصر أبعد من غيره عن التأثر بروح الحق واليقين، فإن «أربان الثامن» كان أبعد الناس جميعا عن تلك الروح تلقاء هذا الأمر كله.
من حول «أربان الثامن» تراكت أعظم كتلة كونها سوء الحظ وأربتها التعاسة التي أحاطت بالكنيسة القديمة في كل عصورها، فلو أنه كان واسع العقل متسامحا مثل «بنيدكت الخامس عشر
Benediekt XV » أو لو أنه فقه كيف تكون الاستقامة والاعتدال مثل «بيوس السابع
»، أو لو أنه حاز شيئا من صفات العلم والاستعماق في الدرس مثل «ليو الثالث عشر
Leo XIII »، لما ناءت الكنيسة تحت أحمال تلك الفضائح التي حوطت قضية «غاليليو»، ولأصبح في مستطاع المدافعين عنها أن يفخروا أنها فتحت - بلا خوف ولا رهبة - باب عصر جديد ينعم بخيراته أبناء آدم، بدل أن يلجئوا إلى تلك الضروب المختلفة من المواربة والخداع؛ ليلقوا عن أكتافها مسئولية تلك الأضرار العظمى التي أصابت الإنسانية.
ولكن الأمر لم يكن كذلك فإن «أربان الثامن» لم يكن بابا لا غير بل كان أميرا من بيت «بربريني
Berberini » فأخذته العزة بالإثم ومضى مغضبا، كيف أن براهينه تناقش بين الناس علنا وبلا حجاب!
অজানা পৃষ্ঠা