ধর্ম এবং বিজ্ঞানের মধ্যে: মধ্যযুগে জ্যোতির্বিদ্যা ও ভূগোল সংক্রান্ত বিজ্ঞানের সাথে তাদের সংঘাতের ইতিহাস
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
জনগুলি
أما أمريكا فقد تجاوبت أنحاؤها بأصداء جديدة، على أننا نختار من بين الآلاف المؤلفة من الهجمات التي وجهت إلى داروين من البروتستانت والكاثوليك على السواء، معركتين اختص بهما رجلان من نقاد ذلك العصر. أما الأول فكان الدكتور «نوح بورتر»
Noah Porter
رئيس كلية «يال» وهو أحد مشهوري الباحثين وكاتب من أمهر الكتاب ورجل من أنبل الرجال، كثير التسامح جمع في تفكيره مزيجا غريبا في المغالاة في التطرف مع الإمعان في المحافظة؛ لذلك ترى أنه بينما أباح لمذهب النشوء في الجامعة التي عهد إليه بها أكبر دائرة ممكنة من التسامح، فإنه شعر بأن من واجبه أن يصرح مرة واحدة بعدم اعتقاده من صحته. غير أنه كان من النهى واتزان العقل حيث قال إنه لا يرى أن عداء بين هذه النظرية وبين النصوص المنزلة، بل إنه قد عمد فيما كتب إلى الاقتصار على الإشارة إلى أن مذهب النشوء ينزغ في الصورة التي أظهرها به داروين إلى اللاإرادية ووحدة الوجود. أما الذين عرفوا دكتور «بورتر» ومحضوه الحب والاحترام، وتتبعوا باهتمام طريقته المعقولة التي اتبعها في إهمال شأن العلم وعدم إعطائه فرصة ولو محدودة ليسمع صوته بين جدران معهده؛ فقد أخذوا من ذلك بأشد العجب الممزوج بالإعجاب.
على مرمى حجر واحد من مقر الدكتور «بورتر» في معهد «يال» تقوم دار العاديات البالنتولوجية التي رتب فيها البروفسور «مارش» جنبا إلى جنب تلك الحلقات الحفرية المتتابعة التي تثبت تطور الحصان منذ أقدم أزمان الحياة، عندما كان في حجم الثعلب وبأرجل ذات خمسة أصابع، متمشيا خلال تلك الحلقات حتى بلغ صورته التي نراه عليها اليوم شكلا وحجما، تلك الحلقات التي قال العلامة «هكسلي» بأنها برهان لا ينقض على أثر الانتخاب الطبيعي كعامل أساسي في النشوء. لهذا تجد أنه على الرغم من الاحترام والحب الصادق الذي كان لدكتور «بورتر» في قلوب رجال جامعة «يال»، لم يكن ينتظر أن تصبح أدلته التي جاء بها ذات أثر ثابت في عقولهم، ما دامت «دار الآثار الحفرية» تحتوي على مثل هذا البرهان الناصع الذي يؤيد مذهب النشوء بما لا يترك مجالا لريب أو فسحة لشك بحال من الأحوال.
ولكن بجانب هذا قام عدو لدود ثابت العقيدة هو المحترم دكتور «هودج»
Dr. Hodge
من جامعة «برنستون»
، فإن غضبه على مذهب النشوء كان «حاميا»؛ فإنه رفض المذهب باعتباره مذهبا «إلحاديا»، وقال في يقين بأن النصارى لهم «الحق في أن يحتجوا على نشر مثل تلك المرجحات الغامضة الخطيرة ضد الإيضاح الكامل والأدلة الثابتة التي تتضمنها الكتب المقدسة. ولقد بلغ به التطرف في الجمود إلى حد أن هاجم الدوق «أرجيل» وهو معتبر من أشد الكتاب محافظة على القديم، معلنا أن نظرية داروين في الانتخاب الطبيعي لا تتفق «بحال من الأحوال مع نص التنزيل المقدس»، وأن «إلها غائبا لا عمل له في الكون، لا يمكن أن يكون إلها بحال ما»، وأن «إنكار القصد والغاية كما صورا في خلق الله، هو بمثابة إنزال الله عن عرشه»، وأن «إنكار الغاية والقصد على الطبيعة إنكار لله بالاستتباع»، وأنه «لا يتسنى لمن يعتقد بالقصد في الخلق أن يكون داروينيا.»
ولقد كان في هذه الجامعة نفسها رجل أشد مراسا وأمر تعصبا» هو المحترم دكتور «دوفيلد»
Dr. Duffield ، وكان من ثقات المعلمين بها وأصحاب النفوذ بين جدرانها. فإنه لم يعلن الحرب ضد داروين وحده، بل وجهها ضد رجال من طراز أغاسيز ولاكونت وغيرهما من الذين حاولوا التوفيق بين النظرية الجديدة وبين النصوص المقدسة، قائلا بأن «التوفيق بين مذهب النشوء وبين التنزيل فيما تختص بنشوء الإنسان غير ممكن، وأن النظرية الداروينية «تعارض مواجهة تعاليم الرسل بأن كل تنزيل هو كلمات الله التي لا تتبدل»، وأشار بعد ذلك في حملته على داروين في كتاب «تسلسل الإنسان» وعلى «ليل» في كتابه «قدم الإنسان» أن صلة النسب الإنجيلية التي تصل الإسرائيليين في مصر بآدم وحواء ببية لا يمكن التنازع فيها.» ولقد ختمت أقوال الدكتور «دوفيلد» بإعلان أجدر بنا أن نشير به إلى أن في إمكان أحد رجال الكهنوت في المذهب المسيحي أن ينتحل سلطة البابا والأساقفة في أن يعلن طرد البعض من الكنيسة دون بعض. فقد قال في مجلة جامعة «برنستون»: «إذا تسنى لمذهب النشوء أن يطبق بعد قليل على أصل الإنسان - وذلك أمر غير مشكوك فيه - مع ما يتبعه من التأملات العلمية المتغجرة أو إتيانها في هذا العصر؛ فإن الذين يقبلون نتائجه المنطقية سوف يكونون في الحياة الأخرى من زمرة أولئك الذين لم يعرفوا الله في هذه الحياة ولم يطيعوا أوامر إنجيله كما أنزل على ابنه.»
অজানা পৃষ্ঠা