ধর্ম এবং বিজ্ঞানের মধ্যে: মধ্যযুগে জ্যোতির্বিদ্যা ও ভূগোল সংক্রান্ত বিজ্ঞানের সাথে তাদের সংঘাতের ইতিহাস
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
জনগুলি
إن مصدرا واحدا من مصادر المعارضة لا يجب علينا إهمال أمره هنا؛ ذلك لأن هذا المصدر مثله لويس أغاسيز
Louis Agassiz .
كان أغاسيز من كبار الباحثين، ومعلما أوحي إليه بالعلم وأوحاه، وكان فوق ذلك رجلا نبيل النفس عالي الهمة، تلقى نظرية في الخلق العضوي وأخذ يلقيها ويلقنها، فلم يكن في مستطاعه أن يتبدل منها بنظرية أخرى طواعية وبين عشية وضحاها. وظل عقله وقلبه جو تلك الإبرشية السويسرية التي ولد فيها، وكانت ميوله الدينية وآدابه على ما كان فيهما من جمال وروعة، قد جرحتها ونالت من عزتها شطحات بعض المتحمسين لنظرية النشوء ممن لا اختصاص لهم بها؛ إذ كانوا يجهرون بأشياء كانت بطبيعتها ضد الدين، كما حملت بذورا من الفكر ظهرت لأول وهلة كأنها على نقيض شريعة الآداب . أضف إلى ذلك الاتجاه العقلي الذي ورثه عن «كوفييه»؛ فإن هذين التأثيرين معا قد اتحدا وتعاونا ليكونا سببا في أن يرفض «أغاسيز» الفكرة الجديدة في النشوء.
وكان «أغاسيز» ثالث ثلاثة من العظماء الذين أقاموا السد في وجه نظرية النشوء وأحكموا بناءه بعد أن أقاموا من دعائمه. كان أولهم «لينيوس» في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وثانيتهم «كوفييه» في النصف الأول من القرن التاسع عشر، كما احتل «أغاسيز» مركز سلفيه في النصف الأخير من ذلك القرن. على أن كلا من هؤلاء لا يزال يذكر حتى الآن ولقب العظمة والنبوع يتبع اسمه أينما يذكر. غير أنهم لم يستطيعوا مع ذلك أن يصدوا التيار أو يحولوا مجراه. فإن الجهود التي بذلها «أغاسيز» في أمريكا على عظمتها والجهود التي بذلها في أوروبا نفسها، كانت لدى الواقع سببا في الترويج لمذهب النشوء، فمن دار العاديات الطبيعية التي أنشأها في كمبردج ومن مدرسته التي أسسها في «بنكيز»
، ومن قاعة محاضراته في جامعة «هارفارد» وجامعة «كورنل» كان يخرج تلاميذه وأنصاره، وقد أفعم قلوبهم الحب والإعجاب بأستاذهم الكبير، وملئوا حماسة للعلم يحرك أصولها في أنفسهم نحو الميادين التي يريد لهم أن يرتادوها. غير أن قواهم التي عمل «أغاسيز» على تنبيهها وتعزيزها، قد انصرفت كلها إلى تزكية الحقيقة التي عجز عن الاعتراف بها والترويج لها بكل طريق مستطاع. فإن شايلر ومرفيل وباكاررد وهارت وويلدر وجوردان ولفيف غيرهم - وعلى الأخص ابنه الذي تشرف بأن يحمل اسمه - قد أنصفوه كل إنصاف ومجدوا ذكراه كل تمجيد، بأن استخدموا كل ما تلقوا عنه من علم، إلى البحث مؤتمين بالوحي الجديد الذي هبطت عليهم به نظرية النشوء الحديثة.
على أنه لا يجدر بنا أن نهمل ذكر رجل آخر ننصف؛ إذ نخصه بالتبجيل والاحترام، هو «إدوارد لفنستون يومانز»
Edward Livingstone Yomuans ؛ فإنه على الأرجح أول باحث في أمريكا أدرك ما للحقائق الجديدة التي بشر بها داروين وزميلاه وولاس وسبنسر من خطر وكبير أثر. ولقد اعتنق هذه الحقائق مضحيا في سبيلها كل أمل له في نهجه الذي كان بدأه كمحاضر، مستهديا بهدي هؤلاء الزعماء الثلاثة رافعا رايتهم، مكبا على الكتابة والنشر، معلنا عن الحقائق الجديدة، مدافعا عنها بكل ما استطاع من قوة.
ولقد أيدت المذهب الجديد طائفة كبيرة من الحقائق الثابتة، كان أكبرها شأنا ما كشف «لداروين عنه في تلقيح بعض أنواع النباتات وما استمد من مبادئ علم الأمبريولوجيا - تكوين الأجنة - وتبع هذه مجموعة من الاستكشافات التي وصل إليها وولاس وباتسن وهكسلي ومارش وكوب وليدي وهيكل وموللر وجودري وغيرهم من النابهين في أقطار الأرض. (4) جهد اللاهوت الأخير
كان مثل كتاب «داروين» - أصل الأنواع - إزاء عالم اللاهوت، كمثل محراث صادف قرية من قرى النحل في أرض مرملة، فكنت ترى في كل مكان أولئك الذين صحوا من نومهم الهادئ العميق قد تهافتوا جماعات أخذها الغضب وفعل بها الاضطراب. بالمجلات والمواعظ الدينية والكتب كبيرة وصغيرة، أخذت تنهال على المفكر الجديد من كل جانب انهيالا وتترامى عليه تراميا.
أما رحى اللاهوت فقد حملها توا ومن غير توان مستر «ويلبر فورس» أسقف أوكسفورد، وظهر بها على صفحات مجلة الكوارتارلي. فقد أعلن أن «داروين» قد أجرم أشنع جرم بأن «حاول أن يحدد مجد الله في فعل الخلق» وأن «مبدأ الانتخاب الطبيعي لا يتفق بحال من الأحوال مع كلمة الله» وأنه «يناقض العلاقات المنزلة التي ربطت بين الخلق وخالقه» وأن هذه النظرية «لا تتفق وما يقتضيه كمال المجد الإلهي»، وأنها نظرية في الطبيعة تحقر القائل بها، وأن هنالك تعليل أبسط وأكثر بداهة يمكن أن يعلل به وجود تلك الصورة العضوية الغريبة القائمة بين أعمال الله.»
অজানা পৃষ্ঠা