ধর্ম এবং বিজ্ঞানের মধ্যে: মধ্যযুগে জ্যোতির্বিদ্যা ও ভূগোল সংক্রান্ত বিজ্ঞানের সাথে তাদের সংঘাতের ইতিহাস
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
জনগুলি
ولا يفوت مثل هذا الطبيعي الفرنسيسكاني أن ينفق الكثير من الجهد في وصف «التنانين» التي ذكرتها الكتب المقدسة، فقال: «إن التنين هو أعظم الأفاعي كلها، وغالبا ما يقوم من وكره ويطير في الجو فيحرك الهواء، وكذلك البحر فإنه يطغى ويتهيج من سمومه، وإن له عرفا (كالدجاج) وإنه يرفع لسانه الأعلى وإن أسنانه كالمنشار، وإن فيه قوة وبطشا، وإن قوته لا تكون في أسنانه وحدها بل في ذنبه أيضا، وإنه يرسل مضراته عضا ولدغا. وغالبا ما تجتمع أربعة أو خمسة تنانين معا، ثم يرتبطون بأذنابهم ويرتفعون إلى العلاء رءوسهم ثم يسافرون فوق البحار لكي يحصلوا على اللحم الجيد. على أن بين الفيل والتنين عداء مستحكما وجلادا مستمرا؛ فإن التنين يلدغ بذنبه الفيل. والفيل بخرطومه يسقط التنين ويلقيه صريعا. أما السبب الذي من أجله يرغب التنين في دم الفيل فبرودته التي يرغب في أن يرطب نفسه بها. ويقول «جيروم»: إن التنين حيوان متعطش للدماء كل تعطش، حتى إنه يفغر فاه في مهب الريح ليطفئ شيئا من عطشه المتسعر؛ ولهذا السبب يرتمي على شراع المراكب التي تمخر في ريح طيبة ليحصل على قليل من الهواء البارد فيقلب السفينة ويغرقها.»
هذه الآراء التي أتى بها الراهب «بارثولوميو» قد ذاعت بين الناس أشد ذيوع ورسخت في أذهانهم رسوخا. ولقد ترجم كتابه إلى كل لغات أوروبا الحية، وكان من الكتب التي أكب الناس على قراءتها كل إكباب خلال عصور الإيمان النصراني. ولقد احتفظ الكتاب بمكانته طول ثلاثمائة من السنين الطوال. حتى لقد احتفظ بمكانته بعد اختراع الطباعة؛ فقد بلغت طبعاته عشرا في اللاتينية وأربعا في الفرنسوية، كما ترجم عدة مرات إلى اللغة الفلمنكية والإسبانية والإنجليزية. وكذلك الوعاظ فإنهم وجدوا فيه ضالتهم؛ إذ عمدوا إليه يتخذون منه الأمثال التي يعبرون بها عن الطريق التي اختارها الله لتكون صلة له مع الإنسان. وظل هذا الكتاب حافظا لسلطانه على العقول حتى عصر الاستكشاف البحري؛ إذ بدأت الحقائق تحل شيئا فشيئا، محل الاستنتاج اللاهوتي. حينذاك فقد الكتاب أهميته ونزل عن سلطانه.
ولقد فشا هذا النوع من العلم في كتب «الزولوجيا الخرافية»
Bestiaries
التي كانت تتناولها الأيدي في كل مكان، وعلى الأخص أبدى الذين كانوا يعظون من فوق المنابر في الكنائس ليهدوا جموع المؤمنين سواء السبيل، ويثقفوا عقولهم بالطرق المثلى. ولقد نقع في كل هذه الكتب - كما نقع في كتاب جمعه في أوائل القرن الثالث عشر الميلادي «وليم النورماندي»
William of Normandy - أحد رجال الكنيسة المعروفين - على الدرس الآتي: تلد اللبؤة جراء يظلون ثلاثة أيام بلا حياة، وبعد ذلك يأتي السبع فينفخ فيه فتلابسهم الحياة ... وعلى هذا النمط ظل المسيح عيسى ثلاثة أيام محروما من الحياة، غير أن الله الآب قد أنهضه حيا منصورا.
ولقد استخدم هذا العلم في سبيل نشر التقوى، وعلى الأخص إذا حدث أن يكون العاملون على بثها في الصدور رهبانا واعظين فقالوا بأن في بعث العنقاء إلى الحياة بعد أن يصير جسمها رمادا، دليل على يوم النشور، وأن تركيب القرود وتشويه خلقهم يبرهن على وجود الشياطين، وأن وجود قردة بلا أذناب برهان على أن إبليس جرد عن عظمته الأولى، وأن بنات عرس - إذ تغير دائما محلها ولا تستقر في مكان - مثل لمن فسق عن عهد الله، فلا يجد مكانا يستريح فيه.
أما المقالات الأدبية التي ظهرت في ذلك العهد فقد أخذت صورة كتب في التاريخ الطبيعي، ليتسنى لواضعيها ومنشئيها أن يكونوا أكثر بيانا للناس عن حقائق تلك التعاليم الدينية المقتطعة من الطبيعة؛ ففي كتاب الراهب الدومنيكي «توماس الكانتمبري»
Thomas of Contimpre «في النحل» نقع على تعاليم تبث في روعنا «أن الزنابير تطارد النحل وتعلن عليها الحرب؛ لأن بينهما عداء طبيعيا موروثا»، وأن هذه الزنابير تمثل لنا الشياطين الذين يعيشون في الجو، وأنهم مع الصواعق والأعاصير الجوية يهبطون على النوع الإنساني بالمصائب والمضرات. ومن ثم يستطرد في فصل طويل ذاكرا حوادث وأمثالا لحرب الشياطين التي تعلنها على الذوات الفانية. وعلى هذا السنن سار رصيفه الدومنيكي «نيدر»
Nider
অজানা পৃষ্ঠা