ধর্ম এবং বিজ্ঞানের মধ্যে: মধ্যযুগে জ্যোতির্বিদ্যা ও ভূগোল সংক্রান্ত বিজ্ঞানের সাথে তাদের সংঘাতের ইতিহাস
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
জনগুলি
مضى آباء الكنيسة قانعين بأن يعكفوا على النص الحرفي الذي صيغت فيه أسطورتا الخلق المتناقضتين في سفر التكوين، وبعد أن أفرغوا جعبة الجهد والبحث في سبيل التوفيق بين هاتين الروايتين، وأن يدمجوهما لتكونا كلا واحدا، رضوا بأن يعتبروهما آخر محك للرأي ومجس للفكر في أصل الكون وكل ما فيه. وفي بداية القرن الرابع الميلادي وضع «لاكتانتيوس» أول قاعدة لتلك الطريقة التي لم يقصد بها من شيء اللهم إلا إخضاع كل الأشياء الأخرى التي اتخذت وسيلة لدرس الخلق ومنشئه، للمتن الحرفي الذي جاء في الكتب المقدسة، وأيد فكرته في خلق الإنسان بإشارة لغوية قائلا بأن آخر مخلوق سمي بالإنسان لأنه صنع من الأرض
Homo ex humo .
وفي النصف الثاني من القرن الرابع بذاته أيد القديس أمبروز
st. Ambrose
أسلوب النص الحرفي الذي جاء في المتون المقدسة خاصا بالخلق، وهو ذلك الرجل الذي أعلن في كتابه الذي بحث فيه أصل الخلق «أن موسى قد فغر فاه وصب منه كل ما قال الله له.» ولكن رجلا أعظم من هذين قد استطاع أن يربط هذه الفكرة باللاهوت النصراني وأن يوثق لها منه؛ فإن القديس «أوغسطين» في كتابه «تعليقات على سفر التكوين» قد وضع في جملة واحدة قانونا جامعا ظل للكنيسة دستورا حتى عصرنا هذا؛ إذ قال: «لا يمكننا أن نقبل من شيء إلا إذا أيدته الكتب المقدسة بسلطانها؛ لأن هذا السلطان أعظم من كل القوات التي يختص بها العقل الإنساني.» على أن قوة السبك التي تراها في الجملة الأصلية قد جعلت أصداءها ترن خلال القرون المتعاقبة.
7
وعلى الرغم من ذلك الانقلاب الكبير الذي أثار غباره القديس «أوغسطين» نفسه وتابعه فيه سلسلة من أعظم رجال الكنيسة، محاولين - كما سنرى بعد - أن يحوروا في الآراء التي سادت في أصل الكون؛ فإن قولة «أوغسطين» قد ظلت مغشية على عقول الناس أشد الغشاوة طوال القرون الوسطى، أما «فنست بوفيه» الدومينيكي، ومن أكبر الإنسيكلوبيذيين، فعلى الرغم من أنه مضى في كتابه «مرآة الطبيعة» يخرج آراء استمدها من أرسطوطاليس بآراء أخذها من الإنجيل، فإنه وقف يؤيد أولى الروايتين اللتين وردتا في سفر التكوين، وأظهر الفضائل العظمى التي يختص بها العدد «ستة» ليتخذ ذلك سبيلا إلى القول بأن هذا هو السبب في أن كل الأشياء قد خلقت في ستة أيام. وفي أواخر القرون الوسطى قبل العلامة الثبت الكردينال «دايلي» كل شيء جاء في الكتب المقدسة خاصا بالخلق قبولا حرفيا بلا تبديل أو تحوير. وإنك لا تقع خلال كل هذه العصور المتطاولة على نزعة إلى إنكار شيء من هذا، اللهم إلا فيما كتب ثقة آخر من الثقات هو «غريغوري ريش»
Gregory Reisch
فقد ذكر في كتابه الذي خصه بالكلام في بدايات الأشياء - بعد أن وضع فيه صورة من الحفر على الخشب مثلت الواحد القهار ينتزع حواء من جنب آدم، كما مثلت كل الطبيعة المخلوقة في ستار اللوحة - ما يظهره بمظهر القانع بفكرة القديس «أوغسطين» من الاعتقاد بوجود مادة سبقت فعل الخلق في الزمان.
وفي عصر الإصلاح الديني ألقى «لوثر» بسلطانه العظيم في ذلك الميدان مؤيدا لفكرة قبول النصوص الحرفية التي جاءت في الكتب المقدسة، واعتبارها النبع الأوحد لكل العلوم الطبيعية. ولقد رفض كل التفسيرات المجازية أو التصوفية التي قال بها متقدمو اللاهوتيين قائلا: «لماذا يلجأ موسى إلى المجاز بينما هو لا يتكلم في مخلوقات مجازية أو في عالم مجازي، بل يتكلم في مخلوقات حقيقية أو عالم منظور يمكن أن يرى وأن يلمس وأن يدرك أن موسى إنما دعا الأشياء بأسمائها الحقيقية، كما يجب علينا أن نفعل. وإني أعتقد أن الحيوانات قد وجدت دفعة واحدة في عالم الله، كما وجدت الأسماك في جوف البحار.»
অজানা পৃষ্ঠা