قال بعض المحققين: فهذا معترك النزال بين الفريقين في هذه المسألة قد أرادوا بها نفي الحكمة والمصالح والعواقب الحميدة، والغايات التي يفعل ويأمر لأجلها عن أحكم الحاكمين، وهذا مذهب قد خالفوا به صريح المعقول والمنقول، وفي هذا من أدلة إثبات الحكمة المقصودة بالحق والأمر ما لا تسعه الأوراق، وكيف يمكن إنكار ذلك والحكمة في خلق العالم وأجزائه ظاهرة لمن تأملها، بادية لمن أبصرها، وقد رقمت صدورها على صفحات المخلوقات يقرأها كل عاقل كاتب وغير كاتب، نصبت شاهدة لله بالوحدانية والربوبية، والعلم والحكمة، واللطف والخبرة:
تأمل صدور الكائنات فإنها
وقد خط فيها لوتأملت خطها ... من الملأ الأعلى إليك رسائل
পৃষ্ঠা ৫২