فصل ومن الأدلة قول الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}وكذلك قوله: {يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} وقوله: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم} وقوله: {يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام}ولو لم تكن هذه الصفات ثابتة لاشترك في ذلك الآمرون فيما أمروا به.
فصل
ومن الأدلة قول الله تعالى في كتابه الكريم مخبرا خبرا مؤكدا: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} لأنه إن كان ما أمر به عدلا وإحسانا، وما نهىعنه فحشا ومنكرا وبغيا من قبل أن يأمر به، فالخبر الصادق من أصدق القائلين، وإن لم يكن كذلك لزم أن يكون غير صادق لأنه لم يطابق ما في نفس الأمر من الواقع، فلا فرق حينئذ بين الأمر بالعدل وبين الأمر بغيره إذ محصوله على مقتضى قولهم إن الله يأمر بما يأمر به، وينهى عما ينهى عنه، وهذا يصح في كل آمر وناه ويتعالى كلام الحكيم عنه.
পৃষ্ঠা ৪৯