والإنكار عليه وأتوا بأعظم الأسباب وزجوا الخلق في لجة الضلالة والارتياب وضجوا على دعوة الحق بالتكذيب والأكذاب، وعجوا مطبقين على الشيخ بأنه ساحر أو مفتر أو كذاب وحكموا بكفره واستحلال دمه وماله وجميع من له من الأصحاب ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾ [غافر: من الآية٥]، وصنفوا في ردّ هذا الدين مصنفات ولفقوا من الأكاذيب على الشيخ وأكثروا من النزهات ولم يكن لهم قصد ولا مرام إلا تنفير الخواص والعوام فتلقى هذا المكي ما في كتبهم من المخرقة، وصريح الإفك والزندقة ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ [الأنعام: من الآية١١٢]، فموه بها على الجهال والطغام وصادف قلوبًا قد ملئت بالشرك وعداوة أهل الإسلام فكانوا لما يبديه من الأوضاع يصدقون، ﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ﴾ [الأنعام:١١٣]، وقد تلقى هذه الأوضاع والأكاذيب من نمط هذا المعترض من له في عداوة هذا الدين أوفر حظ ونصيب، فأقام الله في نحره من انتصر لله ولرسوله ولأئمة المسلمين فأباد باطله وأدحض
1 / 30