বাতিল ফাতিহ ইব্রাহিম
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
জনগুলি
وكان هذا الانكسار الثاني وسيلة لنشر الدعاية ضد قوة الجيش المصري، ونهض دروز وادي التيم ولبنان لشد أزر إخوانهم وقطع طرق المواصلات، فأرسل الأمير بشير بعض الأمراء لتأمين المواصلات، فنهض شبلي العريان قائد دروز وادي التيم لمقاتلة الأمير سعد الدين شهاب في حاصبيا، وانضم إليه أميران من أمراء الشهابيين؛ لأنه كان من عاداتهم المرعية أنه لا يجوز أن يحارب الأمراء غير الأمراء. وبعد قتال طويل أرسل الأمير بشير ولده خليلا، فانسحب شبلي العريان إلى حوران، وانضم رجاله إلى الثوار، وأرسل إبراهيم باشا إلى والده يطلب الجنود الأرناءوط لمحاربة الدروز في الوعر؛ لأن الجنود النظامية المصرية لم تألف هذا الضرب من القتال، وعين سليمان باشا الفرنساوي قائدا للحملة، فتريث سليمان باشا إلى أن يحل فصل القيظ ويقل الماء في مغاور اللجاه والوعر فيضطر الدروز إلى الخروج لانتجاع الماء، ولكن الدروز ظلوا يشنون الغارة على الطرق وعلى قوافل الذخيرة وبانوا إحدى الحملات ليلا ففتكوا بها.
ولما وصل الأرناءوط في شهر أبريل سنة 1838 تولى إبراهيم باشا القيادة وقسم جيشه أربعة أقسام أحاطت باللجاه، وصرفت همها إلى الاستيلاء على المياه. ودامت المعارك حول المياه نحو شهرين، ولما اشتد الضيق بالثوار توجه شبلي العريان من حوران مع مائتي مقاتل إلى راشيا، فقتل المتسلم والجنود ليحول ضغط قوة إبراهيم عن اللجاه. ووجهت إليه قوة من الشام فانتصر عليها وضيق على الجنود في القلعة فخرجوا، ولكنه لحق بهم واستولى على أسلحتهم وذخائرهم، وانضم إليه عدد كبير من دروز لبنان، فكتب إبراهيم باشا إلى الأمير بشير يطلب إرسال أربعة آلاف رجل من نصارى لبنان مع ابنه خليل لقتال شبلي عريان على أن تبقى لهم أسلحتهم طول الحياة. وجاء إبراهيم باشا ذاته إلى راشيا، وجرت معركة بين الدروز والجيش في وادي بكا، فانكسر الدروز وارتدوا إلى سفح جبل الشيخ، فأمر إبراهيم باشا الأمير خليل الشهابي بالزحف على الجبل، ولكن الدروز صدوا رجاله. وهجم جيش إبراهيم باشا فتغلب عليهم، فأرسلوا وجوههم إليه للتسليم، فقبل تسليمهم على أن يسلموا أسلحتهم ويعودوا إلى وطنهم، وأمر بمطاردة شبلي العريان والقبض عليه، وانتهى الأمر بأن سلم شبلي، فعفا عنه إبراهيم باشا وعينه قائدا لفرقة نظامية من الهوارة.
وبعد ذلك أوفد الأمير بشير أحد رجاله جرجس أبو ديس يدعو دروز حوران للتسليم، وأرسل إبراهيم باشا معه الشيخ حسن البيطار للغرض ذاته، فسلموا وقدموا لإبراهيم باشا 700 بندقية من سلاحهم، وألفي بندقية كانوا قد غنموها من الجيش. وأعفاهم إبراهيم باشا من الجندية والسخرة؛ لأنهم يقومون بحماية بلادهم وما جاورها من سطو بدو الصحراء. وهكذا انتهت هذه الثورة التي ابتدأت في نوفمبر، في آخر شهر أغسطس، ويقدر القناصل الذين كتبوا عنها أن خسائر إبراهيم باشا كانت فيها عشرة آلاف رجل، كما كانت خسائره في ثورة جبال نابلس وفلسطين وسواها أربعة آلاف نفس، وأظهر الدروز من الشجاعة وحسن التدريب والشهامة ما أعجب به كبار القواد.
وفي إبان ذلك وصل إلى بيت الدين مقر الأمير بشير الدكتور كلوت بك مفتش صحة الجيش المصري، فطلب منه الأمير أن يستأذن محمد علي بإرسال بعض الشبان ليتعلموا الطب في مصر، فأجاب محمد الطلب على أن يكون تعليمهم مجانا، فكان الوفد الأول مؤلفا من أربعة رابعهم سليم مملوك الأمير. وظلت هذه البعثات تفد من لبنان إحداها تلو الأخرى، وتتلقى علم الطب مجانا في مصر حتى أول عهد الاحتلال الإنكليزي، فانقطعت.
وكان الأمراء اللبنانيون يلبسون العمائم، فطلب منهم إبراهيم باشا، توحيدا للزي في جميع الأقطار الخاضعة لمحمد علي، طرح العمائم ولبس الطربوش، فأصدر الأمير بشير أمرا بذلك إلى الأمراء أولاد عمه، واقتفى أثرهم أعيان البلاد.
ولكن الأمير بشير ظل متغيرا على شريف باشا والي سوريا، حتى إنه أبى زيارته مرارا وهو في دمشق؛ لأن شريف باشا سأله مرة: «من صيرك أميرا؟» فوضع الأمير يده على قائم سيفه وقال له: هذا.
الفصل الحادي عشر
حرب جديدة بين الترك والمصريين.
فوز إبراهيم باشا.
المصير الأخير. ***
অজানা পৃষ্ঠা