============================================================
آخرها لدخول العوامل فهي مبئة، وهذا التغيير إنما قصد به في الأصل الدلالة على المعاني من الفاعلية والمفعولية، والإضافة، فيصح على هذا (8] أن يكون النحويون نقلوه من : أعرب الرجل عن حاجته : اذا / أبان عنها، لأن هذه الحركات وضعت في الأصل لفهم هذه المعاني . ويكون من آغرب الطعام المعدة : اذا غيرها، لأن هذا تغير في الآخر، وكان هذا أقرب، لأنك اذا جعلته من الأول فيكون التصرف فيه بالنقل ، واذا جعلته من الثاني فيكون التصرف فيه بالاقتصار على بعض ما وضع له بأصل اللغة، ويكون مثل دائة لأنها بأصل اللغة تنطلق على كل ما يدب، وهي بغرف الاستعمال تنطلق على ذوات الأربع، وهذا أقرب من التصرف بالنقل.
ويمكن أن يكون النحويون قد اشتقوا من مثل قوله سبحانه : { عربا أترابا} (1) المعنى : حسانا (2) ، ويكون معنى أعربته: حسنته، لأن جعل الحركات في الأواخر دالة على المعاني من أحسن ما غمل في الكلام ، وأخصره، وهذا أبعذ الثلاثة (3): ثم إن الإعراب يكون في اللفظ، ويكون في التقدير، فالذي في اللفظ بين، والذي في التقدير يعلم بالنظائر، فإذا قلت : جاءني موسى، ورأيت موسى، فهو متغير في التقدير بالعوامل، ويعلم ذلك بأن موسى اسم أعجمي بمتزلة ابراهيم، وابراهيم اذا دخلت عليه العوامل تغير، فيعلم آن موسى كذلك ، لأن الآخر الف، والألف لا تقبل الحركات ، وبهذا النوع يعلم أن (سبحان الله) معرب، وإن كانت العرب لم تغير آخره بدخول العوامل وألزمته طريقة واحدة، لأن (سبحان الله) بمنزلة : براءة الله من (1) الواقعة آية 47.
(2) في التاج * عرب 338/3 : " فأما العرب : فجمع عروب، وهي المرأة الحسناء المتحببة الى زوجها " وسيذكر المؤلف هذا ص 215.
(3) عول ابن الفخار الخولاني الالبيري في شرح الجمل ص 12 - 13 على ما ذكره المؤلف في بيان معاني (أعرب) وما ذكره من أمثلة 172
পৃষ্ঠা ১৭২