============================================================
ضمير الأمر والشأن، لا منقول، ولا معقول. آما كونه غير معقول فلأمرين: أحدهما: آنهم قالوا في قول العرب: هو زيد قائم: المعنى الخبر الواقع في الوجود زيد قائم، وبلا شك آن الواقع في الوجود ليس (زيد قائم)، وإنما الواقع في الوجود قيام زيد، وقولك: زيد قائم إخبار عنه.
الثاني: ان الجملة التي وقعت بعد الضمير هي مفسرة عندهم، وخبر عنه، وذلك متناقض، لأنها من حيث هي مفسرة فكأنك لم تأت إلا بواحد. ومن شرط المبتدأ والخبر أن يكونا شيئين أسند احدهما الى الآخر، يفيد الثاني من المعنى ما لم يفده الأول.
الجواب: أما قوله، الخبر الواقع قيام زيد فصحيح، الا أن الخبر الذي أراده النحويون ليس هذا، انما مرادهم الخبر الذي ينيغي آن يعول عليه، ويتحدث به: زيد قائم، فأوقعه في هذا الإشكال اشتراك اللفظ وذلك أن الخبر يطلق بإطلاقين: أحدهما ما ذكر، والثاني ما ذكرته، وهو المتعارف في الصنعة، وبهذا كان الأستاذ أبو علي ينفصل عن هذا الاعتراض وهو صحيح واما قوله: ان التفسير والاخبار يتضادان، فيظهر لي فيه انفصالان: أحدهما: آن الأصل: زيد قائم لكنهم أرادوا تعظيم الخبر، وتحقيقه، فأضمروه أولا، لأن الشيء اذا أرادوا تعظيمه أضمروه، وتارة يبهمونه وتارة يعرفونه، والثلاثة ترجع الى شيء واحد، فقالوا: هو، و (هو) اضمار للخبر الذي يعظمونه، ويريدون الاعلام بتحقيقه، ثم فسروه، فقالوا زيد قائم، فصار قولك : هو زيد قائم بمنزلة قولك : زيد ضربته، لأن الأصل: ضربت زيدا، وانما قدمت زيدا وأخبرت عنه لتأتي به ظاهرا ومضمرا، وفي ذلك من التأكيد ما ليس في قولك ضربت زيدا:..
الثاني: أن يقال : انك اذا قلت : هو زيد قائم، فهو ضمير صاليح أن
পৃষ্ঠা ১০০