144

المقدمات الأساسية في علوم القرآن

المقدمات الأساسية في علوم القرآن

প্রকাশক

مركز البحوث الإسلامية ليدز

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

প্রকাশনার স্থান

بريطانيا

জনগুলি

المبحث الثالث: حكم المحافظة عليه في خطوط المصاحف
رسم المصحف وقع باجتهاد الصّحابة، ولم تكن الصّفة الّتي ترسم عليها الكلمة ممّا تلقّاه النّاس عن الله أو رسوله ﷺ، إنّما سمعوها من رسول الله ﷺ، وكتبها الكتبة على الصّفة الّتي سمعوها، لم يخرجوا بكتابتهم عمّا سمعوا، وكان ما رسموا عليه حروف الكلمة بما أوتوا من المعرفة بأصول الكتابة، لا بتعليم النّبيّ ﷺ لهم ذلك.
وغلط من ظنّ أنّ رسم الكلمة كان بتوجيه النّبيّ ﷺ، فإنّه لم ينقل ذلك في شيء من الأخبار الثّابتة أو شبه الثّابتة (١).
وممّا يدلّ على رجوع ذلك إلى اجتهادهم؛ قول عثمان للرّهط القرشيّين الثّلاثة الّذين كانوا يكتبون المصحف مع زيد بن ثابت (عبد الله بن الزّبير وسعيد بن العاص وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام):
إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن (وفي رواية:
في عربيّة

(١) من النّاس من ذكر لذلك ما رواه السّمعانيّ في «أدب الإملاء» (ص: ١٧٠) من طريق الوليد بن مسلم، حدّثنا يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، قال: قال معاوية ﵁: كنت أكتب بين يدي رسول الله ﷺ، فقال:
«يا معاوية، ألق الدّواة، وحرّف القلم، وانصب الباء، وفرّق السّين، ولا تقوّر الميم، وحسّن اللَّهِ، ومدّ الرَّحْمنِ، وجوّد الرَّحِيمِ».
قلت: وهذا حديث لا يصحّ عن رسول الله ﷺ، في الإسناد قبل الوليد من لم يعرف بتعديل، والوليد مدلّس تدليس التّسوية، وقبول حديث من يعرف بهذا أن يحفظ السّماع بين كلّ راويين إلى الصّحابيّ، ومكحول لم يلق معاوية.

1 / 151