الفصل التاسع فى الكيف
الكيف قد يراد به الكيفية وقد يراد به ماله الكيفية، والكيفية هى كل هيئة قارة لا يوجب تصورها تصور شيء خارج عنها وعن حاملها ولا قسمة ولا نسبة فى أجزاء حاملها.
فتفارق «الزمان» ومقولة «أن يفعل» و«أن ينفعل» بأنها هيئة قارة، وتفارق «المضاف» و«الأين» و«متى» و«الملك» بأنها لا توجب نسبة الى شيء خارج، وتفارق «الكم» بأنها لا توجب قسمة و«الوضع» بأنها لا توجب نسبة واقعة فى أجزاء حاملها.
وأنواعها أربعة تحتوى عليها هذه القسمة، وهى أن الكيف اما أن يكون مختصا بالكم من جهة ما هو كم كالتربيع والتثليث والتدوير وسائر الأشكال المختصة بالكميات وكالاستقامة والانحناء للخط وكالزوجية والفردية للعدد وهذا قسم[أول].
واما أن لا يكون مختصا به وهو اما أن يكون محسا كالألوان والطعوم والروائح والحرارة والبرودة، فما كان منه راسخا يسمى كيفيات انفعالية كحلاوة العسل وحمرة الورد ورائحة المسك وحرارة النار.
وسميت انفعاليات لمعنيين:
احدهما يعم جميعها وهو أن الحواس تنفعل عنها.
والثانى يخص بعضها وهو أنها حادثة عن انفعالات فى موضوعها، اما فى أصل الخلقة كحلاوة العسل وصفرة (1) المصفار ، أو بعد الخلقة كملوحة ماء
পৃষ্ঠা ১২৩