فيكون المطلق عندهم باعتبار ما حصل من الزمان فى الوجود والضرورى باعتبار الأزمنة الثلاثة والممكنة باعتبار أى وقت فرض من المستقبل.
فعلى هذا الرأى يجوز أن يصدق قول القائل: كل حيوان انسان اذ ربما تعدم جميع الحيوانات فى وقت من الاوقات غير (1) الانسان.
ويكون قول القائل «كل انسان حيوان» غير ضرورى بحسب هذا الرأى بل مطلقا، اذ ربما يعدم نوع الانسان فى وقت من الاوقات، فلا يكون موجودا وما ليس بموجود دائما فليس بضرورى على هذا الرأى.
ونحن نخص اسم الاطلاق بالرأى الاول، ونسمى الاطلاق بالرأى الثانى أى ما يخرج عنه الضرورى وجوديا وبالرأى الثالث وقتيا.
وأما تحقيق الكلية السالبة فى الجهات، فينبغى أن يكون السلب المطلق يتناول كل واحد واحد مما هو موصوف بب كيفما وصف به تناولا غير مبين الوقت والحال لا يدرى أنه دائم أو غير دائم.
لكن اللغات التى نعرفها تشعر فى السلب المطلق بزيادة معنى على هذا وذلك لان اللفظ المستعمل لهذا المعنى فى اللغة العربية هو: «لا شيء من ب ج» وبالفارسية «هيچ از ب ج نيست» ، فكلاهما يفهمان زيادة معنى وهو «أن ج مسلوب عن ب ما دام موصوفا بب» حتى ان كان شيء موصوفا بب ولم يكن ج مسلوبا عنه كانت القضية (2) كاذبة.
পৃষ্ঠা ২০৪